responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 305


تجوير للَّه تعالى ، وتظليم له ، وتكذيب لأخباره [1] .
لأنّهم يزعمون أنّ من أطاع اللَّه عزّ وجلّ ألف سنة ثمّ قارف ذنبا محرّما له ، مسوّفا للتوبة منه ، فمات على ذلك ، لم يثبه على شيء من طاعاته وأبطل جميع أعماله ، وخلَّده بذنبه في نار جهنّم أبدا ، لا يخرجه منها برحمة منه ، ولا بشفاعة مخلوق فيه .
وأبو هاشم منهم - خاصّة - يقول : إنّ اللَّه تعالى يخلَّد في عذابه من لم يترك شيئا من طاعاته ، ولا ارتكب شيئا من خلافه ، ولا فعل قبيحا نهاه عنه ، لأنّه زعم وقتا من الأوقات أنّه لم يغفل يضادّه . هذا ، واللَّه تعالى يقول : * ( ولا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ) * ، ويقول :
إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا [2] ، ويقول : فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَه ومَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه [3] ، ويقول : مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَه عَشْرُ أَمْثالِها ومَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها [4] ، ويقول : إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ذلِكَ ذِكْرى لِلذَّاكِرِينَ [5] [6] .
[ انظر : سورة الأحزاب ، آية 72 ، في مسألة الإمامة ، من الرسالة العكبرية : 137 . ]



[1] الوعيد عند المعتزلة : هو الأصل الثالث ، من الأصول الخمسة للمعتزلة ، وفسّروه بأنّه : كلّ خبر يتضمّن إيصال ضرر إلى الغير ، أو تفويت نفع عنه في المستقبل ، ولا فرق عندهم بين أن يكون حسنا مستحقّا ، أو لا يكون كذلك . انظر : مذاهب الإسلاميّين 1 : 55 و 62 - 64 ، وأوائل المقالات : 99 ، والشيعة بين الأشاعرة والمعتزلة : 268 .
[2] الكهف : 30 .
[3] الزلزلة : 7 - 8 .
[4] الأنعام : 160 .
[5] هود : 114 .
[6] المصنفات 10 : الحكايات / 63 .

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 305
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست