responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 302


يوسف عليه السّلام بأخيهم من إلقائه في غيابة الجبّ ، وبيعه بالثمن البخس ، وكذبهم على الذئب ، وما أوصلوه إلى قلب أبيهم نبيّ اللَّه يعقوب عليه السّلام من الحزن ، كان كبيرا من الذنوب . وقد قصّ اللَّه تعالى قصّتهم ، وأخبر عن سؤالهم أباهم الاستغفار عند توبتهم وندمهم ، فإن كان الحسد لا يخرج عن الإيمان بما حكي عن الحسن من الاستدلال ، فالكبير من الذنوب أيضا لا يخرج عن الإيمان بذلك بعينه ، وهذا نقض مذهب أهل الاعتزال ، فلم يرد أحد منهم جوابا [1] .
في أنّ لحوم الأنبياء محرّمة على الوحش المسألة الثالثة : وسأل السائل أيضا عن قول يعقوب عليه السّلام ، لمّا رأى يوسف المنام فقال :
* ( وكَذلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ ويُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الأَحادِيثِ ويُتِمُّ نِعْمَتَه عَلَيْكَ وعَلى آلِ يَعْقُوبَ كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ ) * وقوله بعد ذلك لإخوته : * ( وأَخافُ أَنْ يَأْكُلَه الذِّئْبُ وأَنْتُمْ عَنْه غافِلُونَ ) * [2] .
وقد علم أنّه يكون نبيا ، وأنّه لا يجوز أن يأكله الذئب ، مع إجماعنا على أنّ لحوم الأنبياء محرّمة على الوحش .
الجواب : وباللَّه التوفيق ، أنّ يعقوب عليه السّلام تأوّل رؤيا يوسف عليه السّلام على حكم رؤيا البشر التي يصحّ منها ويبطل ، ويكون التأويل لها مشترطا بالمشيئة ، ولم يكن يوسف في تلك الحال نبيّا يوحى إليه في المنام ، فيكون تأويلها على القطع والثبات ، فكذلك لم يجزم على ما اقتضته من التأويل ، وخاف عليه أكل الذئب عند إخراجه مع إخوته في الوجه الذي التمسوا إخراجه معهم فيه .
وليس ذلك بأعجب من رؤيا إبراهيم عليه السّلام في المنام ، وهو نبي مرسل وخليل الرحمان مصطفى مفضّل ، أنّه يذبح ابنه ثم صرفه اللَّه تعالى عن ذبحه وفداه منه بنصّ التنزيل ، مع أنّ رؤيا المنام أيضا على شرط صحّة تأويلها ووقوعه لا محالة ليس بخاصّ



[1] الفصول المختارة : 11 ، والمصنفات 2 : 30 .
[2] يوسف : 13 .

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 302
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست