responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 301


ويشاهدونه ، فيعرفهم ، ولا يعرفونه حتى مضت على ذلك السنون ، وانقضت فيه الأزمان ، وبلغ من حزن أبيه عليه السّلام ، لفقده ، ويأسه من لقائه ، وظنّه خروجه من الدنيا بوفاته ، ما انحنى له ظهره ، وأنهك به جسمه ، وذهب لبكائه عليه بصره ، وليس في زماننا الآن مثل ذلك ، ولا سمعنا بنظير له في سواه .
وكان من أمر يونس نبيّ اللَّه عليه السّلام مع قومه وفراره منهم عند تطاول المدّة وخلافهم عليه واستخفافهم بحقوقه ، وغيبته عنهم لذلك عن كلّ أحد من الناس حتى لم يعلم بشر من الخلق مستقرّه ومكانه إلَّا اللَّه تعالى ، إذ كان المتولَّي لحبسه في جوف حوت في قرار بحر ، وقد أمسك عليه رمقه حتى بقي حيّا ، ثم أخرجه من ذلك إلى تحت شجرة من يقطين بحيث لم يكن له معرفة بذلك المكان من الأرض ، ولم يخطر له ببال سكناه .
وهذا أيضا خارج عن عادتنا ، وبعيد من تعارفنا ، وقد نطق به القرآن [1] ، وأجمع عليه أهل الإسلام وغيرهم من أهل الملل والأديان [2] .
اجتماع الإيمان مع ارتكاب الكبيرة ومن كلام الشيخ - أيّده اللَّه - أيضا وحضر الشيخ أدام اللَّه عزّه مجلسا للنقيب أبي الحسن العمري - أدام اللَّه عزّه - وكان بالحضرة جمع كثير ، وفيه القاضي أبو محمد العماني وأبو بكر بن الدقاق ، فتخاوضوا في ضروب من الحكايات ، فجرى ذكر الحسد ، فقال أبو بكر : سئل الحسن البصري فقيل له : أيّها الشيخ هل يكون في أهل الإيمان حسد فقال : سبحان اللَّه ، أما علمتم ما جرى بين إخوة يوسف ويوسف عليه السّلام أو ما قرأتم قصّتهم في محكم القرآن ، فكيف يجوز أن يخرج الحسد عن الإيمان ؟ فاستحسن هذه الحكاية أبو محمد العماني وهو معتزلي المذهب والحاكي أيضا من المعتزلة .
فقال الشيخ أدام اللَّه عزّه لهم : إنّ نفس هذا الاستدلال الذي استحسنتموه يوجب أن تكون كبائر الذنوب لا تخرج أيضا عن الإيمان ، وذلك أنّه لا خلاف إنّما صنعه إخوة



[1] الصّفات : 139 - 146 .
[2] الفصول العشرة : 19 ، والمصنفات 3 : 84 .

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 301
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست