الأمّة عبدك قبلي " [1] ، وقوله عليه السّلام : وقد بلغه من الخوارج مقالا أنكره : " أم يقولون إنّ عليّا يكذب ، أفعلى من أكذب ؟ أعلى اللَّه ، فأنا أوّل من عبده ، أم على رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله ، فأنا أوّل من آمن به وصدّقه ونصره " [2] .
وقول الحسن عليه السّلام صبيحة الليلة التي قبض فيها أمير المؤمنين عليه السّلام : " لقد قبض في الليلة رجل ما سبقه الأوّلون بعمل ولا يدركه الآخرون " [3] .
في أدّلة يطول شرحها على ذلك ، ثم أردف الوصف الذي تقدم الوصف بإيتاء المال على حبّه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب ، ووجدنا ذلك لأمير المؤمنين عليه السّلام بالتنزيل وتواتر الأخبار به على التفصيل . قال اللَّه عزّ وجلّ :
ويُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّه مِسْكِيناً ويَتِيماً وأَسِيراً [4] . واتّفقت الرواة من الفريقين ، الخاصّة والعامّة على أنّ هذه الآية ، بل السورة كلَّها نزلت في أمير المؤمنين وزوجته فاطمة وابنيه عليهم السّلام ، وقال سبحانه : الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّه ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ ما أَنْفَقُوا مَنًّا ولا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ولا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ [5] .
وجاءت الرواية أيضا مستفيضة ، بأنّ المعنىّ بهذا أمير المؤمنين عليه السّلام ، ولا خلاف أنّه عليه السّلام ، أعتق من كدّ يده جماعة لا يحصون كثرة ، ووقف أراضي كثيرة ، وعينا استخرجها عليه السّلام وأحياها بعد موتها . فانتظم الصفات على ما ذكرناه ، ثم أردف ذلك قوله :
وأَقامَ الصَّلاةَ وآتَى الزَّكاةَ ، وكان هو المعنيّ بها عليه السّلام بدلالة قوله : إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّه ورَسُولُه والَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ وهُمْ راكِعُونَ [6] .
واتفق أهل النقل ، على أنّه ( صلوات اللَّه عليه ) المزّكي في حال ركوعه في الصلاة ، فطابق هذا الوصف وصفه في الآية المتقدّمة ، وشاركه في معناها ، ثم أعقب ذلك قوله :