responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 272


ويَحْلِفُونَ بِاللَّه إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وما هُمْ مِنْكُمْ ولكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ [1] ، وقال عزّ من قائل : وإِذا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسامُهُمْ وإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قاتَلَهُمُ اللَّه أَنَّى يُؤْفَكُونَ [2] ، وقال جلّ جلاله : وإِذا قامُوا إِلَى الصَّلاةِ قامُوا كُسالى يُراؤُنَ النَّاسَ ولا يَذْكُرُونَ اللَّه إِلَّا قَلِيلًا [3] ، ولا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وهُمْ كُسالى ولا يُنْفِقُونَ إِلَّا وهُمْ كارِهُونَ [4] . ثم قال سبحانه بعد أن أنبأه عنهم في الجملة : ولَوْ نَشاءُ لأَرَيْناكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيماهُمْ ولَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ [5] . فدّله عليهم بمقالهم ، وجعل الطريق إلى معرفتهم ما يظهر من نفاقهم في لحن قولهم ، ثم أمره بمشورتهم ، ليصل بما يظهر منهم إلى علم باطنهم ، فإنّا لناصح تبدو نصيحته في مشورته ، والغاشّ المنافق يظهر ذلك في مقاله ، فاستشارهم صلَّى اللَّه عليه وآله لذلك ، ولأنّ اللَّه جلّ جلاله ، جعل مشورتهم ، الطريق إلى معرفتهم .
ألا ترى أنّهم لمّا أشاروا ببدر عليه صلَّى اللَّه عليه وآله في الأسرى ، فصدرت مشورتهم عن نيّات مشوبة في نصيحته ، فكشف اللَّه تعالى ذلك له ، وذمّهم عليه ، وأبان عن إدغالهم فيه ، فقال جلّ وتعالى : ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَه أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا واللَّه يُرِيدُ الآخِرَةَ واللَّه عَزِيزٌ حَكِيمٌ لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّه سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ [6] . فوجّه التوبيخ إليهم والتعنيف على رأيهم وأبان لرسوله صلَّى اللَّه عليه وآله عن حالهم ، فيعلم أنّ المشورة لهم لم تكن للفقر إلى آرائهم ، وإنّما كانت لما ذكرناه .
فقال شيخ من القوم يعرف بالجرّاحي وكان حاضرا : يا سبحان اللَّه ، أتري أنّ أبا بكر وعمر كانا من أهل النفاق ، كلَّا ! ما نظنّ أنّك أيّدك اللَّه تطلق هذا ، وما رأينا أنّ النبي صلَّى اللَّه عليه وآله استشار ببدر غيرهما ، فإن كانا هما من المنافقين ، فهذا ما لا نصبر عليه ولا نقوى على



[1] التوبة : 56 .
[2] المنافقون : 4 .
[3] النساء : 142 .
[4] التوبة : 54 .
[5] محمّد : 30 .
[6] الأنفال : 68 - 67 .

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 272
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست