استماعه ، وإن لم يكونا من جملة أهل النفاق ، فاعتمد على الوجه الأوّل ، وهو أنّ النبي صلَّى اللَّه عليه وآله أراد أن يتألفّهم بالمشورة ، ويعلَّمهم كيف يصنعون في أمورهم .
فقال له الشيخ أدام اللَّه عزّه : ليس هذا من الحجاج أيّها الشيخ في شيء ، وإنّما هو استكبار واستعظام معدول به عن الحجّة والبرهان ، ولم نذكر إنسانا بعينه . وإنّما أتينا بمجمل من القول ، ففصّله الشيخ وكان غنيّا عن تفصيله .
فصاح الورثاني بأعلى صوته بالصياح يقول : الصحابة أجلّ قدرا من أن يكونوا من أهل النفاق وسيّما الصديق والفاروق ، وأخذ في كلام نحو هذا من كلام السوقة والعامة وأهل الشغب والفتن .
فقال له الشيخ أدام اللَّه عزّه : دع عنك الضجيج ، وتخلَّص ممّا أوردته عليك من البرهان واحتل لنفسك وللقوم ، فقد بان الحقّ وزهق الباطل بأهون سعي ، والحمد للَّه [1] .
[ انظر : الأعراف ، آية 21 ، حول فراسة المؤمن ، وقد رأينا آدم لم يعرف إبليس وأغواه . . . ولا عرف داود الملكين . . . ولا صاحب شريعتنا عرف المنافقين حتى عرّفه اللَّه إيّاهم ، وذيل آل عمران ، آية 144 ، والنساء ، آية 142 ، من الرسالة العكبرية ( الحاجبية ) : 117 . ] وجوب دفع الزكاة إلى النبي والإمام فأمر نبيّه ( عليه وآله السّلام ) بأخذ صدقاتهم ، تطهيرا لهم بها من ذنوبهم ، وفرض على الأمّة حملها إليه بفرضه عليها طاعته ، ونهيه لها عن خلافه ، والإمام قائم مقام النبي صلَّى اللَّه عليه وآله فيما فرض عليه : من إقامة الحدود والأحكام ، لأنّه مخاطب بخطابه في ذلك على ما بيّنّاه فيما سلف ، وقدّمناه ، فلمّا وجد النبي صلَّى اللَّه عليه وآله كان الفرض حمل الزكاة إليه ،