ادعا أن آية * ( السَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ ) * أوجبت لأبي بكر
ادعا أن آية * ( السَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ ) * أوجبت لأبي بكرفصل
فصل فإن قال قائل : فإنّى أترك التعلَّق بالخبر عن النبي صلَّى اللَّه عليه وآله بأنّ القوم في الجنّة لما طعنتم به فيه ، ممّا لا أجد منه مخلصا ، ولكن خبّرونى عن قوله تعالى : * ( والسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِينَ والأَنْصارِ والَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ ورَضُوا عَنْه وأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) * .أليس قد أوجب لأبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وسعيد جنّات عدن ، ومنع بذلك من تجويز الخطأ عليهم في الدين ، والزلل عن الطريق المستقيم .
فكيف يصحّ القول مع ذلك بأنّ الإمامة كانت دونهم لأمير المؤمنين عليه السّلام ، وأنّهم دفعوه بالتقدّم عليه عن حقّ وجب له على اليقين ، وهل هذا إلَّا متناقض ؟
قيل له : إنّ اللَّه سبحانه لا يعد أحدا بالثواب إلَّا على شرط الإخلاص والموافاة بما يتوجّه الوعد بالثواب عليه ، وأجلّ من أنّ يعرّى ظاهر اللفظ بالوعد عن الشروط ، لما في العقل من الدليل على ذلك والبرهان .
وإذا كان الأمر على ما وصفناه ، فالحاجة ماسّة إلى ثبوت أفعال من ذكرت في السبق والطاعة للَّه تعالى في امتثال أوامره ظاهرا على وجه الإخلاص ، ثمّ الموافاة بها على ما ذكرناه ، حتّى يتحقّق لهم الوعد بالرضوان والنعيم المقيم ، وهذا لم يقم عليه دليل ، ولا تثبت لمن ذكرت حجّة توجب العلم واليقين ، فلا معنى للتعلَّق بظاهر الآية فيه ، مع أنّ الوعد من اللَّه تعالى بالرضوان ، إنّما توجّه إلى السابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار ، دون أن يكون متوجّها إلى التالين الأوّلين .
والذين سمّيتهم من المتقدّمين على أمير المؤمنين عليه السّلام ، ومن ضممت إليهم في