responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 268


الذكر ، لم يكونوا من الأوّلين في السبق ، وإنّما كانوا من التالين للأوّلين ، والتالين للتالين .
والسابقون الأوّلون من المهاجرين ، هم : أمير المؤمنين عليه السّلام ، وجعفر بن أبي طالب ، وحمزة بن عبد المطَّلب ، وخبّاب ، وزيد بن حارثة ، وعمّار وطبقتهم .
ومن الأنصار النقباء المعروفون ، كأبي أيوّب ، وسعد بن معاذ ، وأبي الهيثم بن التّيهان ، وخزيمة بن ثابت ذي الشهادتين ، ومن كان في طبقتهم من الأنصار .
فأمّا أصحابك ، فهم الطبقة الثانية ممّن ذكرناه ، والوعد إنّما حصل للمتقدّمين في الإيمان دونهم على ما بيّنّاه ، وهذا يسقط ما توهّمت .
فصل ثم يقال له : قد وعد اللَّه المؤمنين والمؤمنات في الجملة مثل ما وعد به السابقين من المهاجرين والأنصار ، ولم يوجب ذلك نفي الغلط عن كلا من استحقّ اسم الإيمان ، ولا إيجاب العصمة له من الضلال ، ولا القطع له بالجنّة على كلّ حال .
قال اللَّه عزّ وجلّ : وَعَدَ اللَّه الْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ومَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ورِضْوانٌ مِنَ اللَّه أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [1] .
فإن وجب للمتقدّمين على أمير المؤمنين عليه السّلام الثواب على كلّ حال ، لاستحقاقهم الوصف بأنّهم من السابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار ، على ما ادّعيت لهم في المقال ، فإنّه يجب مثل ذلك لكلّ من استحقّ اسم الإيمان في حال من الأحوال ، بما تلوناه ، وهذا ما لا يذهب إليه أحد من أهل الإسلام .
ويقال له أيضا : قد وعد اللَّه الصادقين مثل ذلك ، فقطع لهم بالمغفرة والرضوان ، فقال سبحانه : هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ ورَضُوا عَنْه ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [2] .
فهل يجب لذلك أن يقطع على كلّ من صدق في مقاله بالعصمة من الضلال ، ويوجب له الثواب المقيم ، وإن ضمّ إلى فعله قبائح الأفعال ؟ ! فإن قال : نعم ، خرج عن



[1] التوبة : 72 .
[2] المائدة : 119 .

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست