responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 158


والإفراد حيث يقول سبحانه : إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّه ورَسُولُه والَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ وهُمْ راكِعُونَ فكانت هذه الآية على ما جاء به الثبت في تفسير القرآن ، وطابق اللفظ باللفظ في الآيتين معا على البيان ، وكان عليه السّلام من الموفين للَّه بالعهد ، إذ لم يولّ الدبر في الحرب قطَّ ، ولا انهزم في مقام من مقامات عن الأعداء ، ولا عصى نبي اللَّه تعالى في شيء ولا فرّط في عهد له عليه وعقد على حال .
وكان عليه السّلام من الصابرين في البأساء والضرّاء وحين البأس ، بظاهر شجاعته عليه السّلام وثبوته في كلّ هول ، من غير جزع ولا خور له معروف على حال ، وليس يمكن القطع باجتماع هذه الخلال لأحد سواه من الصحابة وغيرهم من الناس .
فثبت أنّه هو الذي عناه اللَّه تعالى بقوله : وكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ وهذا نصّ على فرض اتّباعه والطاعة له والإيمان به في الدين من معنى المنزل في القرآن .
فصل ومن ذلك قوله تعالى : إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّه ورَسُولُه والَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ وهُمْ راكِعُونَ . فواجه اللَّه سبحانه بالنداء جماعة أضافهم إلى غيرهم بالولاء ، وجعل علامة المنادي إليه إيتاؤه الزكاة في حال الركوع بقوله سبحانه : ويُؤْتُونَ الزَّكاةَ وهُمْ راكِعُونَ .
ولا خلاف عند أهل اللغة ، أنّ قول القائل : جاءني زيد راكبا ، وجاءني زيد في حال ركوبه ، ورأيت عمرا قائما ، ورأيت عمرا وهو قائم ، ورأيته في حال قيامه ، كلّ واحد من هذه الألفاظ يقوم مقام صاحبه ويفيد مفاده . وإذا ثبت أنّ الولاء في هذه الآية واجب لمن آتى الزكاة في حال ركوعه ، ولم يدّع أحد من أهل القبلة لأحد أنّه آتى الزكاة في حال ركوعه ، سوى أمير المؤمنين عليه السّلام وجب أنّه المعنيّ بقوله [ والَّذِينَ آمَنُوا ] وإذا ثبت ولايته حسب ولاية اللَّه ورسوله صلَّى اللَّه عليه وآله ، وجبت له بذلك الإمامة ، إذ كانت ولاية اللَّه ورسوله صلَّى اللَّه عليه وآله للخلق إنّما هي فرض الطاعة التي تجب للرعية .
وهذا كاف في معنى الآية عن إطالة خطب ينتشر به الكلام .

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست