responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 112


القول في احتمال الرسل والأنبياء والأئمة الآلام وأحوالهم بعد الممات أقول : إنّ رسل اللَّه تعالى من البشر وأنبياءه والأئمة من خلفائه ، محدثون مصنوعون تلحقهم الآلام ، وتحدث لهم اللَّذات ، وتنمي أجسامهم بالأغذية ، وتنقص على مرور الزمان ، ويحلّ بهم الموت ويجوز عليهم الفناء .
وعلى هذا القول ، إجماع أهل التوحيد ، وقد خالفنا فيه المنتمون إلى التفويض وطبقات الغلاة .
وأمّا أحوالهم بعد الوفاة ، فإنّهم ينقلون من تحت التراب ، فيسكنون بأجسامهم وأرواحهم جنة اللَّه تعالى ، فيكونون فيها أحياء متنعّمون إلى يوم الحساب ، يستبشرون بمن يلحق بهم من صالحي أممهم وشيعتهم ، ويلقونه بالكرامات ، وينتظرون من يرد عليهم ( بالكرامات ) من أمثال السابقين من ذوي الديانات ، وأنّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله والأئمة من عترته خاصّة لا يخفى عليهم بعد الوفاة أحوال شيعتهم في دار الدنيا بإعلام اللَّه تعالى لهم ذلك ، حالا بعد حال ، ويسمعون كلام المناجي لهم في مشاهدهم المكرّمة العظام بلطيفة من لطائف اللَّه تعالى ، بيّنهم بها من جهة جمهور العباد ، وتبلغهم المناجاة من بعد ، كما جاءت به الرواية ، وهذا مذهب فقهاء الإمامية كافّة ، وحملة الآثار منهم .
ولست أعرف فيه لمتكلَّميهم من قبل مقالا ، وبلغني من بني نوبخت رحمه اللَّه خلاف فيه .
ولقيت جماعة من المقصّرين عن المعرفة ممّن ينتمي إلى الإمامة أيضا يأبونه ، وقد قال اللَّه تعالى فيما يدلّ على جملة : * ( ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّه أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّه مِنْ فَضْلِه ويَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ ) * . وما يتلو هذا من الكلام .
وقال في قصة مؤمن آل فرعون : قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قالَ يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ [1] وقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله " من سلَّم عليّ في شيء



[1] يس : 27 .

نام کتاب : تفسير القرآن المجيد نویسنده : الشيخ المفيد    جلد : 1  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست