قال : وروي عن وهب بن المنبّه « 1 » ، أنّه قال : إنّ اللَّه تعالى قال لموسى عليه السّلام : يا موسى جرّد قلبك لحبّي ، فإنّي جعلت قلبك ميدان حبّي وبسطت في قلبك أرضا من معرفتي ، وبنيت في قلبك بيتا من الإيمان ، وأجريت في قلبك شمسا من شوقي ، وأمضيت في قلبك قمرا من محبّتي ، وأسريت نجوما من مرادي ، وجعلت في قلبك عينا من تفكّري ، وأدرت في قلبك ريحا من توفيقي ، وأمطرت في قلبك مطرا من تفضّلي ، وزرعت في قلبك زرعا من صدقي ، وأنبتّ في قلبك أشجارا من طاعتي ، وجعلت أوراقها دعائي ، وأوليت ثمرها حكمة من مناجاتي ، وأجريت في قلبك أنهارا من دقايق علوم أزليّتي ، ووضعت في قلبك جبالا من يقيني .
وهذا كلَّه في القلوب الصالحة التقيّة الطيّبة الملكية ، وأمّا القلوب الطالحة الشقية الخبيثة الشيطانية فالأمر بالعكس في كل ما سمعت .
وبوجه ثالث قد سمعت أنّ القلب ينطبع فيه صور المعاني والحقائق الحقّة الواقعية ، والصور المخترعة الوهميّة ، وغيرها ممّا حصل له المحاذاة بالنسبة إليه كما أنّ المرآة ينطبع فيها صور الأجسام المحسوسة ، وأنّ لكلّ معنى من المعاني