responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 437


وكلّ يدّعي وصلا بليلى * وليلى لا تقرّ لهم بذاكا إذا انبجست خدود من دموع * تبيّن من بكى ممن تباكا وحيث إنّ كلا يدّعي لنفسه الإصابة مع الانحرافات العجيبة ، والاعوجاجات الغريبة الواقعة منهم فلا بدّ من ميزان يتميز به الحقّ من الباطل والثابت من الزائل .
اعلم أنّ قلب الإنسان متجاذب بين الملك والشيطان ، والمطاردة بين جنودهما قائمة في معركة القلب ما لم يحصل الفتح الكلَّي لأحدهما ، وذلك أنّ اللَّه سبحانه ركّب في الأناس قوى متضادّة وأرواحا متخالفة كالقوى النباتية والحيوانية ، والبهيمية ، والسبعية ، والشيطانية والملكية القدسية ، والكليّة الإلهية ، وهو في أصل الفطرة صالح لقبول آثار الملائكة والشياطين بالعلم والعلم ، وتركهما على ما فصّل في غير هذا الموضع ، فالخواطر الواردة على القلب يمكن أن تكون من الرحمن ، ومن الشيطان .
كما ورد عن النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم أنّ في القلب لمتّان لمّة من الملك إيعاد بالخير وتصديق بالحق ، ولمّة من العدوّ إيعاد بالشر وتكذيب للحق ونهي عن الخير فمن وجد ذلك فليعلم أنّه من اللَّه ، ومن وجد الآخر فليتعوّذ باللَّه من الشيطان الرجيم ، ثم قرء صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ ، ويَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ واللَّه يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْه وفَضْلاً ) * « 1 » « 2 »


( 1 ) البقرة : 268 . ( 2 ) في الدر المنثور : اخرج الترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن حيان والبيهقي في الشعب عن ابن مسعود قال : قال رسول اللَّه ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم ) : إن للشيطان لمّة بابن آدم وللملك لمّة : فأما لمّة الشيطان فإيعاد بالشر ، وتكذيب بالحق ، وأما لمّة الملك فإيعاد الخير وتصديق بالحق ، فمن وجد ذلك فليعلم أنه من اللَّه فليحمد اللَّه ، ومن وجد الأخرى فليتعوّذ باللَّه من الشيطان ثم قرء : * ( الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ ويَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ ) * الآية . - الميزان ج 2 ص 404 -

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 437
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست