responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 374


قلت : أمّا ما أورده الأشاعرة فهو في محلَّه إلَّا ما أفاده من جهة الحصر إذ قد يفسّر أيضا بالقدرة ، وبالألفاظ النفسية وغيرها مما هو معقول مطلقا أو في حق غيره .
وأمّا ما أورده على المعتزلة فمع الغضّ عمّا في عبارته من المسامحة إذ الأولى التعبير بالأصوات المخلوقة فإنّها الكلام لا خلق الأصوات فإنّه التكلَّم .
ففيه أنّ الطعن غير وارد عليهم لأن أفعال الخلق عندهم منسوبة إليهم ، بخلاف الأشاعرة الذين يرون أفعال العباد مخلوقة له تعالى من غير صنع للعبد ، وأغرب منه القول بعدم إفادة التقييد بأحد الوجهين معلَّلا بأن الكلّ من عنده ، ومن البيّن وضوح الفرق لغة وعرفا وشرعا بين الكلام الذي يتكلَّم زيد باختياره ورضاه وإرادته وبين ما خلقه اللَّه تعالى في شجرة موسى أو في الهواء أو في الجبال ، أو في غيرها من الجمادات ، فإنّ الأوّل منسوب إلى زيد والثاني إلى اللَّه سبحانه وإن كان الكلّ منه سبحانه على وجه ، وبالجملة لا ريب من إطلاق الكلام على ما ذكره المعتزلة من الأصوات والألفاظ المخلوقة المسموعة كما في قوله تعالى : * ( وإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْه حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّه ) * « 1 » ، * ( ثُمَّ يُحَرِّفُونَه مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوه ) * « 2 » ، وقوله : * ( وكَلَّمَ اللَّه مُوسى تَكْلِيماً ) * « 3 » ، على التقريب المتقدم وقوله : * ( يا مُوسى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسالاتِي وبِكَلامِي ) * « 4 » ، وإن كانت


( 1 ) التوبة : 6 . ( 2 ) البقرة : 75 . ( 3 ) النساء : 163 . ( 4 ) الأعراف : 143 .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 374
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست