نعم قد يسمّى ذلك وحيا أو إلهاما أو قذفا أو حديث النفس أو فهما أو غير ذلك بحسب الموارد والمشخّصات واستشهاده بالآية غريب جدّا ، بل لعل فيها الرّد عليه من وجوه كاختصاص موسى عليه السّلام به ، وكونه الكلام بعد المجيء وحكاية القولين معا بعد ذلك .
هذا مع الغضّ عن القطع في الخارج بأنّ كلامه معه لم يكن بمجرد الإلقاء في القلب بل كان بأصوات مخلوقة وألفاظ مسموعة ولذا سمعه النفر السبعون الذين كانوا معه .
وقال الشيخ صدر الدين القونوي « 1 » في « تفسير الفاتحة » : كان من جملة ما مّن اللَّه تعالى على عبده ( أراد به نفسه ) أن اطَّلعه على بعض أسرار كتابه الكريم الحاوي على كل علم جسيم وأراه أنه ظهر عن مقارعة غيبيّة واقعة بين صفتي القدرة والإرادة متّصفا بحكم ما أحاط به العلم في المرتبة الجامعة بين الغيب والشهادة لكن على نحو ما اقتضاه الموطن والمقام وعيّنه حكم المخاطب وحاله ووقته بالتبعيّة والاستلزام .
وقال الشيخ شمس الدين الفناري في « شرح مفتاح الغيب » « 2 » ، بعد الإشارة