وتأويله عندهم وهم يشهدون بصحّة القرآن والقرآن يشهد بحقيقتهم وإمامتهم ولا يؤمن بأحدهما إلَّا من آمن بالآخر .
قلت : ويحتمل أيضا أن يكون المراد به مضافا إلى ذلك تطابق النسختين وتوافق العالمين فإنّ كلا منهما ، مشتمل على جميع ما في الكون الكبير من الحقائق والمعارف والعلوم والارتباطات والإضافات والتكوينيات والتشريعيات غاية الأمر أنّه في أحدهما على وجه التكوين والإحاطة والعلم وفي الآخر على وجه التدوين والإشراق والوضع مع دوام المصاحبة والموافقة بينهما في كونهما الحجة على الأمّة وكونهما خليفتين لرسول اللَّه ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم ) في التبليغ والإرائة والإيصال وفي كونهما الشاهدين على هذه الأمّة بل على جميع الأمم في الدنيا والآخرة على أعمالهم وأفعالهم والشافعين لهم في يوم القيامة مضافا إلى أنّ لهما نوعا من الاتحاد والمساوقة والمطابقة في عالم الأنوار فإنّ أحدهما تكوين الأخر كما أنّ الآخر تدوين الأوّل ولعلَّه لذا ولغيره مما ذكر فسرّ الكتاب بهم في كثير من الآيات المفسّرة بالأخبار كما ورد في أخبار كثيرة أنّ المراد بالكتاب وأمّ القرآن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ومن المشهور عنه ( عليه السلام ) أنا كتاب اللَّه النّاطق .
وفي الكافي عن الصادق ( عليه السلام ) في قوله تعالى * ( ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هذا أَوْ بَدِّلْه ) * « 1 » قال ( عليه السلام ) : قالوا أو بدّل عليّا « 2 » ، وما أحسن ما قيل