في المقام شعرا :
ساووا كتاب اللَّه إلَّا أنّه * هو صامت وهم الكتاب النّاطق رابعها : أنّه قد سمعت تفسير الثقل الأكبر بالكتاب والأصغر بالعترة والأخبار متفقّة على هذا المعنى وربما يشكل بأنّه من الواضح سبق عالم التكوين على التدوين وأنّ تدوين الكتاب بظهوره وتمام بطونه رشحة من رشحات أنوار علومهم ومعارفهم مع أنّه قد ورد أنّهم كلام اللَّه الناطق والقرآن كلامه الصامت وأيضا القرآن وصفهم وخلقهم الموصوفون المتخلَّقون به ، بل قد مرّ في كلام المجلسي أنّ من انتقش في قواه ألفاظ القرآن وفي عقله معانيه واتّصف بصفاته الحسنة على ما هي فيه .
واحترز عمّا نهى اللَّه عنه فيه واتّعظ بمواعظه وصيّر القرآن خلقه وداوى به أدوائه فهو أولى بالتعظيم والإكرام ، ولذا ورد أنّ المؤمن أعظم حرمة من القرآن والكعبة ، وعلى هذا لم أر أحدا من الأصحاب تعرّض لأصله فضلا عن حلَّه نعم ذكر الشيخ الأحسائي « 1 » أنّ ما أورد على هذا الحديث من إشكال كونهم ( عليه السلام ) الثقل الأصغر قد أجبنا عنه في أجوبتنا لمسائل الملا كاظم السمناني وحاصل ما ذكره هناك بطوله أنّ لهم ( عليهم السلام ) ثلاث مراتب :
الأولى : مرتبة المعاني وهم في تلك الحال الأعلى الذي لا يظهر بالكلام ولا يدرك بالأفهام وإنّما الواجب على كل من دنى من تلك الطلول « 2 » كمال الصمت