ثم قال الصدوق ( رضي اللَّه عنه ) والعترة علي بن أبي طالب وذريّته من فاطمة ( عليها السلام ) ، وسلالة النبيّ ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم ) وهم الذين نصّ اللَّه تبارك وتعالى عليهم بالإمامة على لسان نبيه ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم ) وهم اثنى عشر أوّلهم علي وآخرهم القائم ( عليهم السلام ) على جميع ما ذهب إليه العرب من معنى العترة وذلك أنّ الأئمة ( عليهم السلام ) من بين جميع بني هاشم ومن بين جميع ولد أبي طالب كقطاع المسك الكبار في النافجة وعلومهم العذبة عند أهل الحكمة والعقل .
وهم الشجرة الَّتي أصلها رسول اللَّه وأمير المؤمنين فرعها والأئمة من ولده أغصانها وشيعتهم ورقها وعلمهم ثمرها .
وهم ( عليهم السلام ) أصول الإسلام على معنى البلدة والبيضة .
وهم ( عليهم السلام ) على معنى الصخرة العظيمة التي يتخذ الضبّ عندها جحرا يأوي إليه لقلَّة هدايته .
وهم أصل الشجرة المقطوعة لأنّهم وتروا وظلموا وجفوا وقطعوا ولم يوصلوا فنبتوا من أصولهم وعروقهم ، لا يضرّهم قطع من قطعهم وإدبار من أدبر عنهم إذ كانوا من قبل اللَّه منصوصا عليهم على لسان نبي اللَّه ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم ) ، ومن معنى العترة هم المظلمون المؤاخذون بما لم يجرموه ولم يذنبوه ومنافعهم كثيرة .
وهم ينابيع العلم على معنى الشجرة الكثيرة اللَّبن .
وهم ( عليهم السلام ) ذكران غير إناث على معنى قول من قال : إنّ العترة هو الذكر وهم جند اللَّه ( عز وجل ) وحزبه على معنى قول الأصمعي : إنّ العترة الريح قال النبيّ ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم ) الريح جند اللَّه الأكبر في حديث مشهور عنه