responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 254


إذا عرفت هذا فاعلم أنّ من جملة العوالم المتطابقة المتساوية في جهة العرض المتفقة في مراتب الطول عالمي التكوين والتدوين ، فإنهما واقعان في عرض واحد لا بفصل أحدهما عن الآخر بشيء أصلا إلَّا أنّ الثاني ظلّ الأوّل ومرآته ، وهو مشتمل على جميع المراتب الكلية والحقائق الإلهية ، واللوامع النورانية المطوية في كينونة الأول .
وإن شئت فتح الباب وكشف الحجاب فاعلم ، أنّ للصادر الأول تجليّا وظهورا في عالم التكوين ، وهو المعبّر عنه بالمشيّة الفعلية التي خلق اللَّه تعالى بها جميع الكينونات وهو الوجود المطلق ووجه الحق وأنّ له تجليا وظهورا في عالم التدوين ، وأوّل ظهوره فيه هو الحروف النورانية العلميّة السارية في جميع الحقائق في عالم الأنوار ، ثم في عالم العقول ، ثم في عالم العقول ، ثم في عالم الأرواح ، ثم في عالم النفوس ، ثم في عالم المعاني الكلية ، ثم في عالم المعاني الجزئية ، ثم في عالم الحروف النفسية ، ثم في عالم الحروف اللفظية ، ثم في عالم الحروف النقشية ، وهذه الحروف أصل القرآن وحقيقته وبسائطه ، بل أصل الأشياء كلها في صقع التدوين ، ولذا قال مولينا الرضا عليه السّلام عليه والتحية والثناء في خبر عمران الصابي « 1 » : اعلم أن الإبداع والمشية والإرادة معناها واحد وأسمائها ثلاثة وكان أوّل إبداعه وإرادته ومشيته الحروف التي جعلها أصلا لكل شيء ودليلا على كل مدرك ، وفاصلا لكل مشكل ، وبتلك الحروف تفريق كل شيء من اسم حق أو باطل ،


( 1 ) عمران الصابي كان من المتكلمين في عصر المأمون ، وكان منحرفا ولكن هداه اللَّه بنور السّلام لمّا باحث مع الإمام الرضا عليه السّلام ، وظهر له الحق فخرّ ساجدا ، وأسلَّم وولاه الرضا عليه السّلام صدقات بلخ .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 254
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست