الضمائر والصدور لا الدفاتر والسّطور ، ومن لم يجعل اللَّه له نورا فما له من نور .
ولذا قال الإمام الهمام ( عليه الصلاة والسلام ) ، رواية عن جده رسول اللَّه ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم ) أنه قال : « حملة القرآن المخصوصون برحمة اللَّه الملبّسون نور اللَّه ، المعلَّمون كلام اللَّه ، المقرّبون من اللَّه من والاهم فقد والى اللَّه ، ومن عاداهم فقد عادى اللَّه ، يدفع اللَّه عن مستمع القرآن بلوى الدنيا ، وعن قاريه بلوى الآخرة ، والذي نفس محمد ( صلَّى اللَّه عليه وآله وسلم ) بيده لسامع آية من كتاب اللَّه - عز وجل - وهو معتقد أنّ المورد له من اللَّه تعالى محمد الصادق في كل أقواله الحكيم في كل أفعاله ، المودع ما أودعه اللَّه تعالى من علومه أمير المؤمنين عليا المعتقد للانقياد له فيما يأمر ، ويرسم أعظم أجرا من ثبير ذهب يتصدّق به من لا يعتقد هذه الأمور بل صدقته وبال عليه ، ولقارئ آية من كتاب اللَّه معتقدا لهذه الأمور أفضل مما دون العرش إلى أسفل التخوم يكون لمن لا يعتقد هذا الاعتقاد فيتصدّق به ، بل ذلك كله وبال على هذا المتصدق به » .
ثم قال : « أتدرون متى يتوفر على هذا المستمع وهذا القارئ هذه المثوبات العظيمات ؟ إذا لم يغل في القرآن ولم يجف عليه ولم يستأكل به ولم يراء به » « 1 » .
ومن هذا كله يظهر اختلاف المراتب والدرجات في قراءته بحسب اختلاف الأحوال والأشخاص والقوابل والاستعدادات والتأثر والعمل والاتعاظ والتخلَّق ، بل قد سمعت عن مولينا الباقر عليه السلام ، فيما مرّ بروايته عن « الكافي » وغيره إنّ قرّاء القرآن ثلاثة « 2 » ولا يخفى أنّه بحسب الاختلاف في الجنس وإلَّا فبحسب