صلَّى اللَّه عليهم لتصرف على سبعين وجها من كلَّها المخرج .
ثمّ إنّي قد كنت برهة من الزّمان كثير التوقان إلى بيان شيء ممّا منّ اللَّه الوهّاب المنّان على عبده من معاني هذا القرآن ، فرأيت أنّ الخطب جسيم ، والكتاب كريم والنّبأ عظيم ، فاعتصمت بعروة وثقى ولاية صراطه المستقيم وإنّه في أمّ الكتاب ، لدى اللَّه لعليّ حكيم « 1 » .
وشرعت فيه مع قلَّة البضاعة وكثرة الإضاعة ، وقصور الباع « 2 » في هذه الصناعة وبذلت جهدي « 3 » في استقصاء الأخبار المتعلقة بكلّ آية من الآيات ، والرّجوع مهما أمكن في استيضاح المشكلات والمتشابهات منها إلى الأخبار المأثورة عن حجج اللَّه على البريّات ، مع بسط الكلام على حسب مقتضى المقام فيما يتعلَّق بها من المعاني اللَّغويّة ، والفنون الأدبيّة ، والمقاصد الحكميّة ، والمسائل الفقهيّة ، والاختلافات المذهبيّة ، والأصول الكلاميّة ، والحقائق الربانيّة ، والعلوم النبويّة والإماميّة ، وغير ذلك ممّا يمكن استفادته من الآيات بشيء من الإشارات والدلالات .
ولم اقتصر من ذلك على شيء دون شيء إذ فيه تفصيل كلّ شيء فليأخذ كلّ ناظر فيه بضاعته ، ولا يتعرّض فيما يخالف صناعته ، قد علم كلّ أناس مشربهم ، وفهم أهل كلّ فنّ مطلبهم ، فإنّ الأغراض مختلفة ، والمقاصد متفنّنة من غير