تأنيب « 1 » منّي في تقصير من قصّر أو طوّل ، ولا تعييب على من أجمل أو فصّل ، بل أقرّ على قريحتي القريحة الجامدة ، وفطنتي الجريحة الخامدة بالقصور والنقصان ، سيمّا في عداد حلبة « 2 » فرسان هذا الميدان ، على أنّي أعلم أنّ من تصدّى لتصنيف شيء من الكلام فعليه أن يستعدّ لسهام النقض والإبرام ، بل قيل : قلَّما سلم مكثار أو أقيل له عثار ، ومع كلّ ذلك فَلا * ( أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ وإِنَّه لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ ) * « 3 » إنّه مجمع لجوامع العلوم المتعلَّقة بالكتاب الكريم ، إذ هو الكافي لتيسير إستبصار تهذيب تبيان مجمع بيانه ، الوافي للوسائل إلى بحار علومه ورياض جنانه ، الصّافي من عيون ينابيع الحكمة ، وبحر حقائق مصباح الشريعة ، الشّافي عن الشّرائع بمحاسن صفات الشّيعة ، الكشّاف عن وجوه عرائس معالم أنوار التنزيل ، الوصّاف لمفاتيح الغيب بلباب نفائس أسرار التأويل ، الجامع لفنون الإرشاد إلى نهج البلاغة في إكمال الدّين وإتمام النعمة ، النافع لأصحاب البصائر والاختصاص في كشف الغمّة بمعرفة الأئمّة .
ولم آل جهدا في نقل ما ظفرت به من أخبار أهل البيت الَّذين جعلهم اللَّه تعالى خزنة العلم ومهابط الوحي ، ولم اقتصر غالبا على نقل موضع الحاجة حذرا من تقطيع الخبر ، - وتفويت الفائدة الَّتي سيق لأجلها الأثر .
وسمّيته « الصراط المستقيم في تفسير الكتاب الكريم » والمرجوّ من فضله ورحمته سبحانه أن يمنّ عليّ بلطفه العميم وفيضه الجسيم ، ذلك فضل اللَّه يؤتيه من