responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 123


شريعة سيّد المرسلين ، صلَّى اللَّه عليه وآله أجمعين ، فرأيتها في القرآن الكريم والذّكر الحكيم ساطعة الأنوار ، عليّة المنار ، جارية الأنهار ، فإنّه هو الكتاب المبين ، والماء المعين ، والحقّ اليقين ، والحبل المتين ، نزل به الرّوح الأمين على قلب سيّد المرسلين ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين ، وهو المهيمن على زبر الأوّلين ، المشتمل على علم ما كان وما يكون إلى يوم الدّين ، بل أبد الأبدين ، * ( ولا رَطْبٍ ولا يابِسٍ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ ) * « 1 » ، * ( ما كانَ حَدِيثاً يُفْتَرى ولكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْه وتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وهُدىً ورَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) * « 2 » .
وهو المعجزة الباقية على مرّ الدهور والأعصار الكاشف عن خفيّات الحقائق والأسرار ، إلَّا أنّ جهات علومه وفنونه ، ومراتب ظهوره وبطونه لا يطَّلع عليها إلَّا - الرّاسخون في العلم ، الَّذين هم كانوا الأئمة المصطفين ، وثاني الثقلين الَّذين لا يفترقان أبدا في الكونين ، لأنّهم ورثة الكتاب ، ومفاتيح هذا الباب ، وإليهم الإياب في المبدء والمآب ، وعندهم فصل الخطاب ومنهج الثواب .
فسرّحت كليل طرفيّ « 3 » في طرف « 4 » من أخبارهم ، وأجريت ظالع حرفي « 5 » في حرف من آثارهم ، فرأيت أنّه لا سبيل إلى العلم بالكتاب إلَّا بالإستضائة من أنوارهم الَّتي هي الطريق والمنهج ، وعلمت أنّ الكلمة من آل محمّد


( 1 ) سورة الانعام : 59 . ( 2 ) سورة يوسف : 111 . ( 3 ) الطرف بفتح الطاء وسكون الراء بمعنى العين وكليل طرفي أي ضعيف بصري من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف . ( 4 ) الطرف بفتح الطاء والراء بمعنى الناحية ، وبضم الطاء وفتح الراء جمع الطرفة كغرفة وغرف بمعنى ما يستطرف ويستملح . ( 5 ) الحرف الأول بمعنى الناقة المزولة وضالع حرفي أي ناقتي المهزولة المثقلة السير .

نام کتاب : تفسير الصراط المستقيم نویسنده : السيد حسين البروجردي    جلد : 1  صفحه : 123
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست