والأرواح ، وأولى ما تسابقت في مضماره « 1 » خيول عقول الفحول للإرتياح « 2 » إنّما هو اقتباس الفضائل النفسانيّة ، واقتناص العلوم الإلهيّة الَّتي هي الذّخيرة الأبديّة والسعادة السرمديّة ، وإنّ للعلوم رياضا عامرة وحياضا غامرة وأفلاكا رفيعة وأسماكا منيفة ، وأقمارا طالعة ، وأنوارا ساطعة ، ولقد يسّر اللَّه سبحانه وله الحمد والمجد في عنوان لبابي وعنفوان شبابي تسريح النظرة في معقولها ومنقولها ، وإمعان الفكر في فروعها وأصولها ، حتى وردت حياضها ، وأتيت رياضها ، فشربت من كلّ منهل منها جرعة بعد جرعة فما رويت وأخذت من كلّ بيدر « 3 » حضنة بعد حضنة « 4 » فما استغنيت .
فلمّا تفكّرت في ذلك ، وسرّحت النظر فيما هنالك ، رأيتها فاقدة اللبوب كالقشور ، ليس فيها نور ولا سرور ، فطفقت أجدّد النظر في المعارف الحقيقيّة والأسرار الربانيّة ، والعلوم اللدنيّة ، والفيوض القدسيّة وأسرار الدين ، وأنوار