[ سورة الجاثية ( 45 ) : آية 3 ] إِنَّ فِي السَّماواتِ والأَرْضِ لآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ ( 3 ) قوله تعالى : إِنَّ فِي السَّماواتِ والأَرْضِ لآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ [ 3 ] قال : العلامات لمن أيقن بقلبه واستدل بكونها على مكونها .
[ سورة الجاثية ( 45 ) : آية 13 ]
[ سورة الجاثية ( 45 ) : آية 13 ] وسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وما فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْه إِنَّ فِي ذلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ( 13 ) قوله تعالى : وسَخَّرَ لَكُمْ ما فِي السَّماواتِ وما فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْه [ 13 ] قال : إذا سكن قلب العبد إلى مولاه قويت حال العبد ، فسخر له كل شيء ، بل أنس به كل شيء ، حتى الطيور والوحوش . وحكي عن الثوري قال خرجت مع شيبان « 1 » الراعي إلى مكة فعرض لنا الأسد . فقلت : يا شيبان أما ترى هذا الكلب . فقال : لا تخف . فما هو إلا أن سمع الأسد كلام شيبان الراعي ، حتى جعل يبصبص بذنبه ، فأتاه شيبان فأخذ بأذنه وعركها . فقلت له : ما هذه الشهرة يا شيبان ؟ فقال : وأي شهرة ترى يا ثوري ، واللَّه لو لا مخافة الشهرة ما حملت زادي إلى مكة إلا على ظهره « 2 » . وكان شيبان يحضر صلاة الجمعة ، فبصر بذئب عند الغنم ، فقال له : اقعد عند الغنم حتى إذا رجعت أعطيتك حملا ، فرجع من صلاة الجمعة ، فإذا هو بالذئب قاعد يحفظ له الغنم ، فأعطاه حملا له . وكان سهل يقول لشاب يصحبه : إن كنت تخاف السباع فلا تصحبني . وسئل سهل : كيف يدرك الرجل منزلة الكرامات ؟ فقال : من زهد في الدنيا أربعين يوما صادقا مخلصا فقد ظهرت الكرامات من اللَّه عزّ وجلّ له ، ومن لم تظهر له فهو لما فقد من زهده من الصدق والإخلاص ، أو كلاما نحو هذا .
( 1 ) شيبان أبو محمد الراعي : كان في العبادة فائقا ، وبالتوكل على ربه واثقا . كان في عصر هارون الرشيد . ( الحلية 8 / 317 وصفوة الصفوة 4 / 377 ) . ( 2 ) صفوة الصفوة 4 / 377 ، والحلية 7 / 68 - 69 وسير أعلام النبلاء 7 / 268 . وروي أن مثل هذا الخبر جرى مع ابن عمر ، ( لسان الميزان 2 / 49 ) ومع إبراهيم بن الأدهم ، ( التدوين في أخبار قزوين 2 / 246 ) ومع أم هارون ( صفوة الصفوة 4 / 304 ) .