responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 143


[ سورة الجاثية ( 45 ) : الآيات 17 الى 19 ]

[ سورة الجاثية ( 45 ) : الآيات 17 الى 19 ] وآتَيْناهُمْ بَيِّناتٍ مِنَ الأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيه يَخْتَلِفُونَ ( 17 ) ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْها ولا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ( 18 ) إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّه شَيْئاً وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ واللَّه وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ( 19 ) قوله تعالى : وآتَيْناهُمْ بَيِّناتٍ مِنَ الأَمْرِ [ 17 ] قال : فتحنا أسماعهم لفهم خطابنا ، وجعلنا أفئدتهم وعاء لكلامنا ، وأعطيناهم فراسة صادقة يحكمون بها في عبادنا حكم يقين وأخبار صدق ، فهذه هي البينات من الأمر في طريق الباطن .
قوله تعالى : ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْها [ 18 ] قال : يعني منهاج سنن من كان من قبلكم من الأنبياء ، فإنهم على منهاج الهدى والشريعة الشارع الممتد الواضح إلى طريق النجاة وسبيل الرشد .
قوله تعالى : إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّه شَيْئاً [ 19 ] من استغنى بغير اللَّه فبغناه افتقر ومن اعتز بغيره فبعزه ذل ، ألا ترى أن اللَّه يقول : إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّه شَيْئاً [ 19 ] .

[ سورة الجاثية ( 45 ) : آية 21 ]

[ سورة الجاثية ( 45 ) : آية 21 ] أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَواءً مَحْياهُمْ ومَماتُهُمْ ساءَ ما يَحْكُمُونَ ( 21 ) قوله تعالى : أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ [ 21 ] الآية ، قال : ليس من أقعد على بساط الموافقة كمن أقيم في مقام المخالفة ، فإن بساط الموافقة يجر بصاحبه إلى مقاعد الصدق ، ومقام المخالفة يهوي بصاحبه في لظى .

[ سورة الجاثية ( 45 ) : آية 23 ]

[ سورة الجاثية ( 45 ) : آية 23 ] أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَه هَواه وأَضَلَّه اللَّه عَلى عِلْمٍ وخَتَمَ عَلى سَمْعِه وقَلْبِه وجَعَلَ عَلى بَصَرِه غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيه مِنْ بَعْدِ اللَّه أَفَلا تَذَكَّرُونَ ( 23 ) قوله تعالى : أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَه هَواه [ 23 ] قال : يعني أفرأيت من كان مغمورا في لذة نفسه من الدنيا ، غير ورع ولا تقي ، فاتبع مراده ولم يسلك مسالك الاقتداء ، وآثر شهوات الدنيا على نعيم العقبى ، أنى تكون له في الآخرة من الدرجات الرفيعة والمنازل السنية « 1 » وأَضَلَّه اللَّه عَلى عِلْمٍ [ 23 ] قال : أي على علم اللَّه السابق فيه بترك عصمته ومعونته .

[ سورة الجاثية ( 45 ) : آية 26 ]

[ سورة الجاثية ( 45 ) : آية 26 ] قُلِ اللَّه يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ لا رَيْبَ فِيه ولكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ( 26 ) قوله : قُلِ اللَّه يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ [ 26 ] قال : يحييكم في بطون أمهاتكم ، ثم يميتكم بجهالة ، ويجمعكم إلى يوم القيامة أولكم وآخركم لا ريب فيه .

[ سورة الجاثية ( 45 ) : آية 28 ]

[ سورة الجاثية ( 45 ) : آية 28 ] وتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إِلى كِتابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ( 28 ) قوله تعالى : وتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً [ 28 ] قال : على ركبها تجادل عن نفسها عند المرافقة الصادق يجتهد في تحقيق صدقه ، والجاحد يجتهد في الدفع عن نفسه ، وكلّ محكوم عليه في الذي أملاه ، مدده ريقه ، وقلمه لسانه ، وقرطاسه جوارحه .

[ سورة الجاثية ( 45 ) : آية 37 ]

[ سورة الجاثية ( 45 ) : آية 37 ] ولَه الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ والأَرْضِ وهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 37 ) قوله : ولَه الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ والأَرْضِ [ 37 ] قال : العلو والقدرة والعظمة والحول والقوة له في جميع الملك ، فمن اعتصم به أيّده بحوله وقوته ، ومن اعتمد على نفسه وكلَّه اللَّه إليها .
واللَّه سبحانه وتعالى أعلم .


( 1 ) في تفسير القرطبي 16 / 168 بعد تفسير الآية المذكورة ، أن سهل التستري قال : هواك داؤك ، فإن خالفته فدواؤك ) .

نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 143
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست