[ سورة الدخان ( 44 ) : آية 3 ] إِنَّا أَنْزَلْناه فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ( 3 ) قوله تعالى : إِنَّا أَنْزَلْناه فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ [ 3 ] قال : أنزل اللَّه ليلة القدر القرآن جملة إلى بيت العزة في سماء الدنيا من اللوح المحفوظ على أيدي الملائكة السفرة ، وأنزل على روح محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم وهو الروح المبارك ، فسماها ليلة القدر مباركة لاتصال البركات بعضها ببعض .
[ سورة الدخان ( 44 ) : آية 10 ]
[ سورة الدخان ( 44 ) : آية 10 ] فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ ( 10 ) قوله تعالى : يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ [ 10 ] قال : الدخان في الدنيا قسوة القلب والغفلة عن الذكر ، ولا عقوبة أعظم في الدنيا من فساد القلب . وقد حكي عن أويس القرني « 1 » وهرم بن حيان « 2 » أنهما التقيا يوما ، فقال هرم لأويس : ادع اللَّه . فقال : يصلح لك نيتك وقلبك « 3 » فلن تعالج شيئا أشد منهما ، بينما قلبك مقبل إذ هو مدبر ، وبينما هو مدبر إذ هو مقبل ، ولا تنظر إلى صغير الخطيئة ، وانظر إلى عظمة من عصيت ، فإنك إن عظمتها فقد عظمت اللَّه تعالى ، وإن صغرتها فقد صغرت اللَّه تعالى . قوله تعالى : لا إِله إِلَّا هُوَ يُحْيِي ويُمِيتُ [ 8 ] قال : لا إله على الحقيقة إلا من يقدر على الإيجاد من العدم ، وعلى العدم من الإيجاد .
[ سورة الدخان ( 44 ) : آية 24 ]
[ سورة الدخان ( 44 ) : آية 24 ] واتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ ( 24 ) قوله : واتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْواً [ 24 ] طريقا ساكنا ، وباطنها : اجعل القلب ساكنا إلى تدبيري إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ [ 24 ] يعني المخالفين عن توالي تدبير أنفسهم .
[ سورة الدخان ( 44 ) : آية 42 ]
[ سورة الدخان ( 44 ) : آية 42 ] إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّه إِنَّه هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ( 42 ) قوله : إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّه [ 42 ] أي من علم اللَّه في سابق علمه أنه مرحوم ، أدركته في العاقبة بركة تلك الرحمة ، حيث جعل المؤمنين بعضهم شفعاء بعض .
( 1 ) أويس القرني : أويس بن عامر بن جزء بن مالك ( . . . - 37 ه ) : أحد النساك العباد المقدمين ، من سادات التابعين . أدرك حياة النبي ولم يره . شهد صفين مع علي . ( الحلية 2 / 79 ) . ( 2 ) هرم بن حيان العبدي الأزدي ( . . . - بعد 26 ه ) : قائد فاتح ، من كبار النساك . من التابعين . ( الأعلام 8 / 82 ) . ( 3 ) في صفوة الصفوة 3 / 55 : ( قال هرم لأويس : أوصني . قال : توسد الموت إذا تمت ، واجعله نصب عينيك ، وإذا قمت فادع اللَّه أن يصلح لك قلبك ونيتك . . . ) .