[ سورة يس ( 36 ) : آية 11 ] إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْه بِمَغْفِرَةٍ وأَجْرٍ كَرِيمٍ ( 11 ) قوله تعالى : إِنَّما تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ [ 11 ] قال : من عبد اللَّه في سره أورثه اليقين ، ومن عبد اللَّه بصدق اللسان لم يستقر قلبه دون العرش ، ومن عبد اللَّه بالإنصاف كانت السماوات والأرض في ميزانه . قيل : وما الإنصاف ؟ قال : الإنصاف أن لا تتحرك جميع أعضائك إلا للَّه ، ومتى طالبته برزق الغد فقد ذهب إنصافك ، لأن القلب لا يحمل همين ، والإنصاف بينك وبين الخلق أن تأخذ بالفضل ، فإذا طلبت الإنصاف فلست بمنصف . وحكي عن يحيى وعيسى عليهما السلام أنهما خرجا يمشيان ، فصدم يحيى امرأة ، فقال له عيسى : يا ابن خالتي ، لقد أصبت اليوم خطيئة ، ما أرى اللَّه يغفرها لك . قال : وما هي ؟ قال : صدمت امرأة . قال : واللَّه ما شعرت بها . قال عيسى : سبحان اللَّه ، بدنك معي ، فأين قلبك ؟ قال : معلق بالعرش ، ولو أن قلبي اطمأن إلى جبريل صلوات اللَّه عليه طرفة عين ، لظننت أني ما عرفت اللَّه عزّ وجلّ .
[ سورة يس ( 36 ) : آية 22 ]
[ سورة يس ( 36 ) : آية 22 ] وما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وإِلَيْه تُرْجَعُونَ ( 22 ) قوله : وما لِيَ لا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي [ 22 ] وسئل عن خير العبادات فقال : الإخلاص لقوله : وما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّه مُخْلِصِينَ لَه الدِّينَ [ البينة : 5 ] ولا يخلص العمل لأحد ، ولا تتم عبادته وهو يفر من أربع : الجوع والعري والفقر والذلة ، وإن اللَّه تعالى استعبد الخلق بهذه الثلاث : العقل والروح والقوة ، وإذا خاف على اثنين منها ، ذهاب عقله وذهاب روحه ، تكلف لها بشيء ، وأما القوة فلا يتكلف لها ولا يفطن لها ، وإن صلى جالسا .
[ سورة يس ( 36 ) : آية 66 ]
[ سورة يس ( 36 ) : آية 66 ] ولَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ ( 66 ) قوله : ولَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ [ 66 ] قال : يعني ولو نشاء لفقأنا أعين قلوبهم التي يبصرون الكفر وطريقه ، فيبصرون طريق الإسلام ، ولا يبصرون غيره ، فَأَنَّى يُبْصِرُونَ [ 66 ] طريق الإسلام ، ولم يفعل ذلك .
[ سورة يس ( 36 ) : آية 69 ]
[ سورة يس ( 36 ) : آية 69 ] وما عَلَّمْناه الشِّعْرَ وما يَنْبَغِي لَه إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وقُرْآنٌ مُبِينٌ ( 69 ) قوله : إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وقُرْآنٌ مُبِينٌ [ 69 ] قال : هو الذكر والتفكر . واللَّه سبحانه وتعالى أعلم .