responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 117


والدعوة صنفان : دعاء المضطر ، ودعاء المظلوم وهي مستجابة من الناس لا محالة ، مؤمنا كان أو كافرا ، لأن اللَّه تعالى يقول : أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاه [ 62 ] ، كقوله : ومَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ والأَرْضِ [ 64 ] ودعاء المظلوم يرفع فوق الحجاب ، ويقول اللَّه تعالى :
« وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين » .
قوله : قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ والأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّه [ 65 ] قال : أخفى غيبه عن المخلوقين بجبروته ، ولم يطلع عليه أحدا ، لئلا يأمن أحد من عبيده مكره ، فلا يعلم أحد ما سبق له منه ، فيكون همهم في إبهام العواقب ومجاري السوابق ، لئلا يدعو ما لا يليق بهم من أنواع الدعاوي في المحبة والمعرفة وغير ذلك . قال : كان مائة ألف صديق ظاهرين للخلق ، حتى كان لا يسمع أصوات الميازيب ببيت المقدس من المجتهدين بالميل ، فلما ظهر شيئان ، سألوا اللَّه تعالى فأماتهم دعوى الحب ودعوى التوكل . فقيل له في القول قول الحارث « 1 » حيث قال : سهرت ليلي وأظمأت نهاري « 2 » . فقال : يعني لا حاجة لي إلى الكشف ، لأنه حظ الكفار في الدنيا ، فأنا لا أشاركهم في حظهم ، فلذلك قلت : أنا مؤمن . قيل له : قوم يقولون مثل ما قال الحارث ، فقال :
دعواهم باطلة ، وكيف تصح لهم الدعوى ، ولم يدع ذلك أبو بكر وعمر رضي اللَّه عنهما ، وكانت شعرة في صدرهما أفضل من الحارث ، وإنما قال ذلك الحارث رضي اللَّه عنه لا بنفسه ، وإنما أظهر اللَّه ذلك فتنة لمن بعده من المدعين ، فكيف يصح لهؤلاء أن يدعوا ذلك لأنفسهم . قال تعالى :

[ سورة النمل ( 27 ) : آية 73 ]

[ سورة النمل ( 27 ) : آية 73 ] وإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ ولَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ ( 73 ) وإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ [ 73 ] قال : منعه فضل ، كما أن عطاءه فضل ، ولكن لا يعرف مواضع فضله في المنع إلا خواص الأولياء .

[ سورة النمل ( 27 ) : آية 88 ]

[ سورة النمل ( 27 ) : آية 88 ] وتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً وهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحابِ صُنْعَ اللَّه الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّه خَبِيرٌ بِما تَفْعَلُونَ ( 88 ) قوله تعالى : وتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً [ 88 ] قال : إنّ اللَّه تعالى نبه عباده على تقضي الأوقات وغفلتهم فيها ، فجعل الجبال مثلا للدنيا ، يظن الناظر أنها واقفة معه وهي آخذة بحظها منه ، ولا يبقى بعد الانقضاء إلا الحسرة على الفائت الناظر أنها واقفة معه ، وهي آخذة .


( 1 ) الحارث بن مالك بن قيس الليثي ، المعروف بابن البرصاء : صحابي . روى عن النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، وعنه الشعبي وعبيد بن جريج . ( تهذيب التهذيب 2 / 135 ) . ( 2 ) في مصنف ابن أبي شيبة 6 / 170 ، رقم 30425 : ( عن زبيد قال : قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : كيف أصبحت يا حارث بن مالك ؟ قال : أصبحت مؤمنا حقا . قال : إن لكل قول حقيقة ، فما حقيقة ذلك ؟ قال : أصبحت عزفت نفسي عن الدنيا ، وأسهرت ليلي ، وأظمأت نهاري ، وكأني أنظر إلى عرش ربي قد أبرز للحساب . . . ) .

نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 117
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست