[ سورة النمل ( 27 ) : الآيات 10 الى 11 ] وأَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً ولَمْ يُعَقِّبْ يا مُوسى لا تَخَفْ إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ( 10 ) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ ( 11 ) قوله تعالى : إِنِّي لا يَخافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ( 10 ) إِلَّا مَنْ ظَلَمَ [ 10 ، 11 ] قال : لم يكن في الأنبياء والرسل ظالم ، وإنما هذه مخاطبة لهم كناية عن قومهم ، كما قال للنبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ [ الزمر : 65 ] والمقصود من ذلك أمته ، فإنهم إذا سمعوا ما خوطب به النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم من التحذير كانوا أشد حذرا .
[ سورة النمل ( 27 ) : آية 19 ]
[ سورة النمل ( 27 ) : آية 19 ] فَتَبَسَّمَ ضاحِكاً مِنْ قَوْلِها وقالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وعَلى والِدَيَّ وأَنْ أَعْمَلَ صالِحاً تَرْضاه وأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ ( 19 ) قوله تعالى : رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ [ 19 ] قال : ليس للعبد أن يتكلم إلا بأمر سيده ، وأن يبطش إلا بأمره ، وأن يمشي إلا بأمره ، وأن يأكل وينام ويتفكر إلا بأمره ، وذلك أفضل الشكر الذي هو شكر العباد لسيدهم . قوله تعالى : وأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ [ 19 ] قال : يعني ارزقني قربة أوليائك ، لأكون من جملتهم ، وإن لم أصل إلى مقامهم .
[ سورة النمل ( 27 ) : آية 52 ]
[ سورة النمل ( 27 ) : آية 52 ] فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا إِنَّ فِي ذلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ( 52 ) قوله تعالى : فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خاوِيَةً بِما ظَلَمُوا [ 52 ] قال : الإشارة في البيوت إلى القلب ، فمنها ما هو عامر بالذكر ، ومنها ما هو خرب بالغفلة ، ومن ألهمه اللَّه عزّ وجلّ بالذكر فقد خلصه من الظلم .
[ سورة النمل ( 27 ) : آية 59 ]
[ سورة النمل ( 27 ) : آية 59 ] قُلِ الْحَمْدُ لِلَّه وسَلامٌ عَلى عِبادِه الَّذِينَ اصْطَفى آللَّه خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ ( 59 ) قوله تعالى : الْحَمْدُ لِلَّه وسَلامٌ عَلى عِبادِه الَّذِينَ اصْطَفى [ 59 ] قال : أهل القرآن يلحقهم من اللَّه السلام في العاجل بقوله : وسَلامٌ عَلى عِبادِه [ 59 ] وسلام في الآجل ، وهو قوله : سَلامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ [ يس : 58 ] .
[ سورة النمل ( 27 ) : الآيات 64 الى 65 ] أَمَّنْ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُه ومَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ والأَرْضِ أَإِله مَعَ اللَّه قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ( 64 ) قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ والأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّه وما يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ( 65 ) قوله تعالى : أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاه [ 62 ] قيل : من المضطر ؟ قال : الذي إذا رفع يديه لا يرى لنفسه حسنة غير التوحيد ، ويكون منه على خطر « 1 » . وقال مرة أخرى : المضطر هو المتبرئ من الحول والقوة والأسباب المذمومة « 2 » .