responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 100


والفهم عيش ، وإنما يفهم الكلام رجلان : واحد يحب أن يفهم لكي يتكلم به في موضع ، فليس له حظ منه إذ ذاك ، وآخر يسمعه فيشغله العمل به عن غيره ، وهذا أعز من الكبريت الأحمر ، وأعز من كل عزيز ، وهو في المتحابين في اللَّه . والتفهم بكلف والفطنة لا تنال بالتكلف ، وهو العمل بالإخلاص له ، فإن للَّه تعالى عبادا في الجنة لو حجبوا عن اللقاء طرفة عين لاستغاثوا فيها كما يستغيث أهل النار في النار ، لأنهم عرفوه ، أفلا ترون إلى الكليم عليه السلام حيث لم يصبر عن رؤيته لما وجد حلاوة مناجاته حتى قال : « إلهي ، ما هذا الصوت العيراني الذي غلب على قلبي منك ؟ قد سمعت صوت الوالدة الشفيقة ، وصوت الطير في الهواء ، فما سمعت صوتا أجلب لقلبي من هذا الصوت » .
وكان موسى عليه السلام بعد ذلك كلما رأى جبلا أسرع إليه ، وصعد عليه شوقا إلى كلامه جل جلاله .
وقد كان رجل من بني إسرائيل لا يذهب موسى إلى مكان إلا مشى بحذائه ، ولا يجلس مجلسا إلا جلس بحذائه ، حتى تأذى موسى عليه السلام منه ، قيل له : إنك أذيت نبي اللَّه . قال :
إنما أريد أن أنظر إلى الفم الذي كلَّم اللَّه به . فقال : رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ [ الأعراف : 143 ] فقال :
يا موسى ، إنه لن يراني خليقة في الأرض إلا مات . فقال : « رب أرني أنظر إليك وأموت ، أحب إلي من أن لا أنظر إليك وأحيى » . فمن أخلص للَّه قلبه له فاشتاق إليه وصل إليه .
وقد كان أبو عبيد اللَّه الخواص يصيح ببغداد فيقول : أنا من ذكرك جائع لم أشبع ، أنا من ذكرك عطشان لم أرو ، ووا شوقاه إلى من يراني ولا أراه ، ثم يأتي دجلة وعليه ثياب فيرمي نفسه فيها ، فيغوص في موضع ويخرج من موضع آخر وهو يقول : أنا من ذكرك جائع لم أشبع ، أنا من ذكرك عطشان لم أرو ، ووا شوقاه إلى من يراني ولا أراه ، والناس على الشط يبكون .
وجاء رجل إلى سهل يوما والناس مجتمعون عليه فقال : يا أبا محمد انظر إيش عمل بك وإيش يوقع لك ، فلم يؤثر ذلك على سهل ، وقال : هو المقصود هو المقصود .

[ سورة مريم ( 19 ) : آية 76 ]

[ سورة مريم ( 19 ) : آية 76 ] ويَزِيدُ اللَّه الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً والْباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وخَيْرٌ مَرَدًّا ( 76 ) قوله تعالى : ويَزِيدُ اللَّه الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدىً [ 76 ] قال : أي يزيد اللَّه الذين اهتدوا بصيرة في إيمانهم باللَّه ، وفي اقتدائهم بمحمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، وهو زيادة الهدى والنور المبين .

[ سورة مريم ( 19 ) : آية 85 ]

[ سورة مريم ( 19 ) : آية 85 ] يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً ( 85 ) قوله تعالى : يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً [ 85 ] أي ركبانا . والمتقون هم الذين يتقون ما سوى اللَّه عزّ وجلّ . وقال : لا يكمل للعبد شيء حتى يحصن عمله بالخشية ، وفعله بالورع ، وورعه بالإخلاص ، وإخلاصه بالمشاهدة ، والمشاهدة بالتقوى عما سوى اللَّه .

نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 100
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست