responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 79


[ سورة هود ( 11 ) : آية 40 ] حَتَّى إِذا جاءَ أَمْرُنا وفارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْه الْقَوْلُ ومَنْ آمَنَ وما آمَنَ مَعَه إِلَّا قَلِيلٌ ( 40 ) قوله تعالى : وفارَ التَّنُّورُ [ 40 ] قال : كان تنورا من حجارة ، وهو تنور آدم صار لنوح قد جعل اللَّه فوران الماء منه علامة عذابه ، وجعل ينبوع عيون قلب محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم بأنوار العلوم رحمة لأمته ، إذ أكرمه اللَّه تعالى بهذه الكرامة ، فنور الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من نوره ، ونور الملكوت من نوره ، ونور الدنيا والآخرة من نوره ، فمن أراد المحبة حقيقة فليتبعه ، قال اللَّه تعالى لنبيه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّه فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّه [ آل عمران : 31 ] فجعل المحبة في اتباعه ، وجعل جزاء اتباعه محبته لعباده ، وهي أعلى الكرامة .
وقد حكي عن أبي موسى الأشعري « 1 » قال : بينما نحن عند رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم إذ أقبل بنا حتى نصبنا وجهه كأنه يريد أن يخبرنا ، ثم سجد وسجدنا معه في أول النهار ، حتى كان نحو نصف من النهار ، حتى وجد بعضنا طعم التراب في أنفه ، حتى قال بعضنا لبعض : قد مات رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، ثم رفع رأسه فقال : اللَّه أكبر . فقلنا : اللَّه أكبر . فقال له قائل : يا رسول اللَّه ، لقد ظننا أنك مت ، ولو كان ذلك ما بالينا أن تقع السماء على الأرض . فقال : أتاني حبيبي جبريل صلوات اللَّه عليه ، فقال لي : يا محمد ، إن ربك يقرئك السلام ، ويخيرك بين أن يدخل ثلث أمتك الجنة ، وبين الشفاعة ، فلما طمعت في الثلث اخترت الشفاعة ، فارتفع ونصبتكم وجهي أريد أن أخبركم ، فأتاني فقال : يا محمد ، إن ربك يقرئك السلام ، ويخيرك بين أن يدخل ثلثي أمتك الجنة ، وبين الشفاعة ، فلما طمعت في الثلثين اخترت الشفاعة ، فارتفع ونصبتكم وجهي أريد أن أخبركم ، ثم أتاني فقال لي : يا محمد ، إن ربك قد شفعك في الثلثين ، ولم يجبك في الثلث ، فسجدت شكرا للَّه تعالى فيما أعطاني « 2 » .
وقال سهل : انتهت همم العارفين إلى الحجب ، فوقفت مطرقة ، فأذن لها بالدخول ، فدخلت فسلمت ، فخلع عليها خلع التأييد ، وكتب لها من الرقع براءات ، وأن همم الأنبياء صلوات اللَّه عليهم جالت حول العرش ، فألبست الأنوار ، ورفع منها الأقدار ، واتصلت بالجبار فأفنى حظوظها ، وأسقط مرادها ، وجعلها متصرفة به له . وقال : آخر درجات الصديقين أول


( 1 ) أبو موسى الأشعري : عبد اللَّه بن قيس بن سليم بن حضار ، من بني الأشعر ( 21 ق ه - 44 ه ) : صحابي ، من الشجعان الولاة الفاتحين . وأحد الحكيمين اللذين رضي بهما علي ومعاوية بعد حرب صفين . ( الأعلام 4 / 114 ) . ( 2 ) المستدرك على الصحيحين 1 / 60 ، 137 ( رقم 36 ، 224 ) ومسند أحمد 4 / 404 ، 415 ، 6 / 23 ، 28 ، 29 .

نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست