[ سورة هود ( 11 ) : آية 1 ] بِسْمِ اللَّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الر كِتابٌ أُحْكِمَتْ آياتُه ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ( 1 ) قوله تعالى : فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ [ 1 ] أي بيّن فيها الوعد على الطاعة ، والوعيد بالعقاب على المعصية والإصرار عليها .
[ سورة هود ( 11 ) : آية 3 ]
[ سورة هود ( 11 ) : آية 3 ] وأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْه يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى ويُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَه وإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ عَذابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ( 3 ) قوله : وأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْه [ 3 ] قال : الاستغفار هو الإجابة ، ثم الإنابة ثم التوبة ، ثم الاستغفار فالإجابة بالظاهر ، والإنابة بالقلب ، والتوبة مداومة الاستغفار من تقصيره فيها « 1 » . قوله : يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً [ 3 ] قال : ترك الخلق والإقبال على الحق .
[ سورة هود ( 11 ) : آية 15 ]
[ سورة هود ( 11 ) : آية 15 ] مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ فِيها وهُمْ فِيها لا يُبْخَسُونَ ( 15 ) قوله : مَنْ كانَ يُرِيدُ الْحَياةَ الدُّنْيا وزِينَتَها نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمالَهُمْ [ 15 ] قال : يعني من أراد بعلمه غير اللَّه آتاه اللَّه أجر عمله في الدنيا ، فلا يبقى له في الآخرة شيء ، لأنه لم يخلص بعمله للَّه لما أحب له من المنزلة في الدنيا ، ولو علم أن اللَّه سخر الدنيا وأهلها لطلاب الآخرة لم يراء بعلمه . وقد قيل لسهل : أي شيء أشد على النفس ؟ فقال : الإخلاص . قيل : ولم ذلك ؟ فقال : لأنه ليس للنفس فيه نصيب . وسئل : هل يدخل الفرائض رياء ؟ فقال : نعم ، قد دخل الإيمان الذي هو أصل الفرائض حتى أبطله وصار نفاقا ، فكيف العمل ، فكل من لم يعب أحد عليه في ظاهره ، ويعلم اللَّه خلافه من سره في أي حال كان ، فهو المرائي الذي لا شك فيه .
[ سورة هود ( 11 ) : آية 23 ]
[ سورة هود ( 11 ) : آية 23 ] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ( 23 ) قوله تعالى : وأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ [ 23 ] أي خشعت قلوبهم إلى ربهم ، وهو الخشية ، فالخشوع ظاهر والخشية سر ، كما قال الرسول صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « لو خشع قلبه لخشعت جوارحه » « 2 » . فقد حكي أن موسى صلوات اللَّه عليه قص في بني إسرائيل ، فمزق واحد منهم قميصه ، فأوحى اللَّه تعالى إلى موسى أن قل له : مزق لي قلبك ولا تمزق لي ثيابك « 3 » .