responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 69


النور ، أي باطنه وظاهره فيه عين محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، فوقف بين يدي رب العالمين بالخدمة ألف ألف عام بطبائع الإيمان ، وهو معاينة الإيمان ومكاشفة اليقين ومشاهدة الرب ، فأكرمه اللَّه تعالى بالمشاهدة قبل بدء الخلق بألف ألف عام . وما من أحد في الدنيا إلَّا غلبه إبليس لعنه اللَّه فأسره ، إلَّا الأنبياء صلوات اللَّه عليهم ، والصديقون الذين شاهدت قلوبهم إيمانهم في مقاماتهم ، وعرفوا اطلاع اللَّه عليهم في جميع أحوالهم ، فعلى قدر مشاهدتهم يعرفون الابتلاء ، وعلى قدر معرفتهم الابتلاء يطلبون العصمة ، وعلى قدر فقرهم وفاقتهم إليه يعرفون الضر والنفع ، ويزدادون علما وفهما ونظرا . ثم قال : ما حمل اللَّه على أحد من الأنبياء ما حمل على نبينا محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم من الخدمة ، وما من مقام خدمة خدم اللَّه تعالى بها من ولد آدم عليه السلام إلى أن بعث نبينا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، إلَّا وقد خدم اللَّه بها نبينا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم . وقد سئل عن معنى قوله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « إني لست كأحدكم إن ربي يطعمني ويسقيني » « 1 » فقال : ما كان معه طعام ولا شراب ، ولكنه كان يذكر خصوصيته عند اللَّه تعالى ، فيكون كمن أكل الطعام وشرب الشراب ، ولو كان معه شراب أو طعام لآثر أهله وأهل الصفة على نفسه .
الثاني : آدم صلوات اللَّه عليه ، خلقه من نور ، قال عليه السلام : « وخلق محمدا صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، يعني جسده ، من طين آدم عليه السلام » .
والثالث : ذرية آدم . وإن اللَّه عزّ وجلّ خلق المريدين من نور آدم ، وخلق المرادين من نور محمد صلَّى اللَّه عليه وسلَّم ، فالعامة من الخلق يعيشون في رحمة أهل القرب ، وأهل القرب يعيشون في رحمة المقرب ، يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وبِأَيْمانِهِمْ [ الحديد : 12 ] .
[ سورة الأعراف ( 7 ) : آية 176 ] ولَوْ شِئْنا لَرَفَعْناه بِها ولكِنَّه أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ واتَّبَعَ هَواه فَمَثَلُه كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْه يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْه يَلْهَثْ ذلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ ( 176 ) وقوله تعالى : ولَوْ شِئْنا لَرَفَعْناه بِها [ 176 ] يعني بلعام بن باعوراء ، ولكِنَّه أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ واتَّبَعَ هَواه [ 176 ] وأعرض لمتابعة هواه ، وأن اللَّه تعالى قسم الأعضاء في الهوى لكل عضو حظا منه ، فإذا مال عضو من أعضائه إلى الهوى يرجع ضره إلى القلب . واعلموا أن للنفس سرا ما ظهر ذلك السر على أحد من خلقه إلَّا على فرعون فَقالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلى [ النازعات : 24 ] . فقال : كيف نسلم من الهوى ؟ فقال : من ألزم نفسه الأدب سلم منه ، فإنه من قهر نفسه بالأدب عبد اللَّه عزّ وجلّ بالإخلاص . قال « 2 » : وللنفس سبع حجب سماوية ، وسبع حجب أرضية ، فكلما يدفن العبد نفسه أرضا سما قلبه سماء ، فإذا دفن النفس تحت الثرى وصل القلب


( 1 ) صحيح البخاري : كتاب الصوم ، رقم 1860 - 1866 وكتاب الاعتصام بالكتاب والسنة ، رقم 6869 ومسند أحمد 2 / 418 . ( 2 ) الحلية 10 / 208 .

نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 69
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست