ثم قال : إن القلب رقيق يؤثر فيه كل شيء ، فاحذروا عليه واتقوا اللَّه به . فسئل : متى يتخلص القلب من الفساد ؟ قال : لا يتخلص إلا بمفارقة الظن والحيل ، وكأن الحيل عند ربك كالكبائر عندنا ، وقد قال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « الكبيرة ما يشرح في صدرك والإثم ما حاك في صدرك وإن أفتاك المفتون وأفتوك . ثم قال : إن اضطرب القلب فهو حجة عليك » « 1 » . [ سورة الروم ( 30 ) : آية 50 ] فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّه كَيْفَ يُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتى وهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ( 50 ) قوله : فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمَتِ اللَّه [ 50 ] قال : ظاهرها المطر ، وباطنها حياة القلوب بالذكر ، واللَّه سبحانه وتعالى أعلم .
( 1 ) في مسند أحمد 4 / 194 ونوادر الأصول 1 / 239 والترغيب والترهيب 2 / 351 وجامع العلوم والحكم ص 251 : ( البر : ما سكنت إليه النفس واطمأن إليه القلب ، والإثم : ما لم تسكن إليه النفس ولم يطمئن إليه القلب ، وإن أفتاك المفتون ) وفي جامع العلوم رواية أخرى : ( البر : ما انشرح له الصدر ، والإثم ما حاك في صدرك ، وإن أفتاك عنه الناس ) .