responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 121


السورة التي يذكر فيها الروم

السورة التي يذكر فيها الروم

[ سورة الروم ( 30 ) : آية 4 ]

[ سورة الروم ( 30 ) : آية 4 ] فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّه الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ ويَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ( 4 ) قوله تعالى : لِلَّه الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ ومِنْ بَعْدُ [ 4 ] يعني من قبل كل شيء ، ومن بعد كل شيء ، لأنه هو المبدئ والمعيد ، سبق تدبيره في الخلق ، لأنه عالم بهم في الأصل والفرع .

[ سورة الروم ( 30 ) : الآيات 40 الى 41 ]

[ سورة الروم ( 30 ) : الآيات 40 الى 41 ] اللَّه الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحانَه وتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ ( 40 ) ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ والْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ( 41 ) قوله : اللَّه الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ [ 40 ] قال : أفضل الرزق السكون إلى الرازق .
قوله ثُمَّ يُمِيتُكُمْ [ 40 ] يعني يهلككم . قال : إن اللَّه تعالى خلق الخير والشر ، ووضع الأمر والنهي ، فاستعبدنا بالخير وقرنه بالتوفيق ، ونهانا عن الشر وقد قرن ارتكابه بترك العصمة والخذلان ، فالجميع خلقه ، فمن وفق للخير وجب عليه الشكر ، ومن ترك مع الشر وجب عليه الاستغاثة باللَّه عزّ وجلّ .
قوله تعالى : ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ والْبَحْرِ [ 41 ] قال : مثل اللَّه تعالى الجوارح بالبر ، ومثل القلب بالبحر ، وهم أعم نفعا وأكثر خطرا ، هذا باطن الآية ، ألا ترى أن القلب إنما سمي قلبا لتقلبه وبعد غوره ، ولهذا قال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم لأبي الدرداء « 1 » رضي اللَّه عنه : « جدد السفينة فإن البحر عميق » « 2 » ، يعني جدد النية للَّه تعالى من قلبك ، فإن البحر عميق ، فحينئذ إذا صارت المعاملة في القلوب التي هي بحور ليس له منها مخرج ، وخرجت النفس من الوسط ، استراحت الجوارح ، فصار صاحبها في كل يوم أقرب إلى غورها ، وأبعد من نفسه حتى يصل .
وسئل عن معنى قوله صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : « من تواضع لغني ذهب ثلثا دينه » « 3 » فقال : للقلب ثلاث مقامات : جمهور القلب ، ومقام اللسان من القلب ، ومقام الجوارح من القلب . وقوله : « ذهب ثلثا دينه » يعني اشتغل من الثلاثة اثنان : اللسان وسائر الجوارح ، وبقي الجمهور الذي لا يصل إليه أحد ، وهو موضع إيمانه من القلب .


( 1 ) أبو الدرداء : عويمر بن مالك بن قيس الأنصاري ( . . . - 32 ه ) : صحابي ، من الحكماء الفرسان القضاة ، وهو أول قاض عين بدمشق . ( الحلية 1 / 208 ) . ( 2 ) في الفردوس بمأثور الخطاب 5 / 339 رقم 8368 أنه حديث خاطب به رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم أبا ذر الغفاري . ( 3 ) كشف الخفاء 2 / 316 - 317 وشعب الإيمان 6 / 298 وفي قوت القلوب 2 / 20 أنه خبر منقول من التوراة .

نام کتاب : تفسير التستري نویسنده : سهل بن عبد الله التستري    جلد : 1  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست