معهد المخطوطات العربية برقم 287 ( 1 / 171 ) . وهذا الكتاب ضمن مجموع فيه أيضا كتابان لسهل ، وقد تقدم ذكرهما ، وهما كلام سهل ، وكتاب المعارضة والرد على أهل الفرق وأهل الدعاوي في الأحوال . ويضم هذا المجموع ( 242 ورقة ) . ( إن أقوال سهل وما سجّل له من آراء قد شمل فعلا حقل التصوف برمته ، وقد لمس تقريبا كل المشاكل الصوفية والكلامية التي أثارت اهتمام عصره ) « 1 » . ويرى جعفر أن النتاج الفكري للتستري ( يشهد بإلمام كامل بعلم الكلام والفلسفة كما فهمتها بعض الفرق الإسلامية . . . وأنه لم يكن يجهل الفروع الأخرى من أبواب المعرفة كالطب والكيمياء ) « 2 » . كلمة حول تفسير التستري أول ما يلفت النظر إلى هذا التفسير هو حجمه اللطيف ، مما يعني بالتالي أنه لا يضم تفسيرا تاما لجميع الآيات القرآنية ، وإنما هو تفسير لبعض آيات القرآن ، وتعليقات كانت استجابة لأسئلة بعض مريديه . وليس عجيبا أن يكون تفسيره مختصرا ، فتلك طريقة أهل التصوف ، ومن هؤلاء السلمي صاحب طبقات الصوفية الذي وضع تفسيره المختصر « حقائق التفسير » . وأثناء قيامي بتحقيق هذا التفسير ، استوقفتني فيه أخبار وحوادث تتصل بسيرة التستري وحياته الروحية « 3 » ، حتى كدت أشك في نسبة التفسير إليه ، لا سيما وأن فيه أيضا خبر احتضاره « 4 » ، وأحداثا وقعت بعد وفاته ، كقصة عمرو بن الليث الذي توفي بعده بست سنوات ، أي سنة 289 ه « 5 » ، وعلاوة على ذلك فيه شرح لبعض أقواله « 6 » . وما أكثر ما يرد فيه : ( وسئل سهل ) ، و ( قيل له ) ، و ( قلت لسهل ) ، و ( سمعته يقول ) . . . إن وجود مثل هذه الأخبار والأقوال في هذا التفسير يدل بلا شك على أن التستري لم يضع بنفسه هذا التفسير ، ومع ذلك فإن ما فيه من أقوال وآراء يمثل بصدق أقواله وآراءه خير تمثيل ، وتتجلى مصداقية ذلك في أن هذه الأقوال والآراء يمكن توثيقها من مصادر صوفية أخرى ، وهذا ما قمت به ، ويتضح ذلك في الحواشي التي ذيلت بها متن التفسير .
( 1 ) من التراث الصوفي ص 82 . ( 2 ) المصدر نفسه ص 74 . ( 3 ) انظر في هذا التفسير على سبيل المثال الصفحات : 88 ، 162 ، 170 ، 212 . ( 4 ) تفسير التستري ص 76 . ( 5 ) المصدر نفسه ص 59 . ( 6 ) المصدر نفسه ص 16 .