إن أقوال التستري المتعلقة بالتفسير كانت موضع اهتمام الصوفيين الذين كانوا يجلون التستري ، فأخذوا بتدوينها في مؤلفاتهم ، وأشهر الكتب التي حفظت لنا بعض أقواله وآرائه كتاب قوت القلوب لابن طالب المكي ، وكتاب حلية الأولياء للأصفهاني « 1 » ، ويعد أبو بكر البلدي في أهم الرجال الذين اهتموا اهتماما فائقا بجمع أقوال التستري ، ونجد اسمه يتكرر بكثرة في تفسير التستري ويمكن ملاحظة ذلك من خلال فهرس الأعلام الذي ذيلت به هذا التفسير . ويرى د . كمال جعفر ( أن دور أبي بكر بالنسبة للتفسير إنما هو الرواية عن طريق والده أبي النصر . ولما كان التفسير مجرد تعليقات مقتضبة على بعض آيات القرآن في مناسبات مختلفة ، فلا يستبعد أن يكون أبو بكر قد بوّبه ورتبه حسب السور ، مطعما إياه ببعض الروايات التاريخية أو السيرة الشخصية لسهل ) « 2 » . ومع ترجيح القول بأن أبا بكر البلدي هو من قام بجمع أقوال التستري المتعلقة بتفسير آيات القرآن ، فإنه فاته ضمّ تفسير آيات أخرى ، ومن يقرأ تفسير القرطبي يجد فيه أقوالا للتستري في تفسير آيات لم ترد في تفسيره « 3 » .
( 1 ) هذا عدا عن كتابي التستري اللذين حققهما د . كمال جعفر . حيث نجد أقوالا كثيرة للتستري ، جمعها بعض مريديه بدقة وأمانة ، والكتابان هما : كتاب كلام سهل الذي نشره المحقق تحت عنوان من التراث الصوفي ، وكتاب المعارضة والرد . ( 2 ) من التراث الصوفي ص 93 . ( 3 ) انظر تفسير القرطبي : 1 / 269 ، 2 / 174 ، 311 ، 5 / 181 - 182 ، 259 ، 7 / 346 ، 9 / 269 ، 12 / 73 ، 16 / 168 وهذه الإشارة إلى الإحالات على سبيل المثال لا الحصر .