responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تدوين القرآن نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 173


والمراد بقوله ( يتلوه ) هو التلاوة بمعنى القراءة وعلى هذا التقدير فذكروا في تفسير الشاهد وجوها : أحدها : أنه جبريل عليه السلام ، والمعنى : أن جبريل عليه السلام يقرأ القرآن على محمد عليه السلام . وثانيها : أن ذلك الشاهد هو لسان محمد عليه السلام وهو قول الحسن ، ورواية عن محمد بن الحنفية عن علي رضي الله عنهما قال : قلت لأبي أنت التالي قال : وما معنى التالي قلت قوله ( ويتلوه شاهد منه ) قال وددت أني هو ولكنه لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم . ولما كان الإنسان إنما يقرأ القرآن ويتلوه بلسانه لا جرم جعل اللسان تاليا على سبيل المجاز كما يقال : عين باصرة وأذن سامعة ولسان ناطق . وثالثها : أن المراد هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، والمعنى أنه يتلو تلك البينة وقوله ( منه ) أي هذا الشاهد من محمد وبعض منه ، والمراد منه تشريف هذا الشاهد بأنه بعض من محمد عليه السلام . ورابعها : أن لا يكون المراد بقوله ( ويتلوه ) القرآن بل حصول هذا الشاهد عقيب تلك البينة ، وعلى هذا الوجه قالوا إن المراد : أن صورة النبي عليه السلام ووجهه ومخايله كل ذلك يشهد بصدقه ، لأن من نظر إليه بعقله علم أنه ليس بمجنون ولا كاهن ، ولا ساحر ولا كذاب ، والمراد بكون هذا الشاهد منه كون هذه الأحوال متعلقة بذات النبي صلى الله عليه وسلم .
واعلم أن هذين القولين وإن كانا محتملين إلا أن القول الأول أقوى وأتم ) انتهى .
وهكذا اختار هذا المفسر الكبير أن يكون معنى الآية : هل يمكن أن يكون خيار اليهود كالكفار ، وهم الذين على بينة من أمرهم ويتلو هذه البينة عليهم توراة موسى ، بعد شهادة القرآن ! ! فقد جعل كتاب موسى فاعل يتلوه ، وجعل الشاهد القرآن ! ثم قال ( فهذا القول أحسن الأقاويل في هذه الآية وأقربها إلى مطابقة اللفظ ) ! !
فانظر إلى فن التفسير ومطابقته اللفظ للمعنى عند هذا المفسر الفيلسوف ! ! وكأنه تبع في ذلك الثعالبي حيث قال في الجواهر الحسان ج 2 ص 120 ( والراجح عندي من الأقوال في هذه الآية أن يكون ( فمن ) للمؤمنين أو لهم وللنبي صلى الله عليه وسلم معهم ، والبينة القرآن وما تضمن ، والشاهد الإنجيل ، يريد أو إعجاز القرآن في قول ، والضمير في ( يتلوه ) للبينة ، وفي ( منه ) للرب . . . الخ ) .

نام کتاب : تدوين القرآن نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست