نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 91
أولا : أن هذا المستدل غفل عن أن الألفاظ أيضا يمكن أن تلقى في القلب . وإذا كان ذلك فما هو المبرر للقول بأن خصوص المعاني هي الملقاة ؟ ! ولم لا يكون القرآن بمعانيه وألفاظه قد نزل على قلب النبي ( صلى الله عليه وآله ) حسب ما دلت عليه تلك الآيات والروايات والمؤيدات التي قدمنا شطرا منها . وثانيا : أن إلقاء المعاني في قلبه ( صلى الله عليه وآله ) ينافي ما دلت عليه الآيات والروايات الكثيرة من قعود جبرئيل عند النبي وقراءته القرآن عليه وتلاوته له ، وأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعد تمام الوحي كان يقرأ الآيات النازلة ويقول : هكذا قال جبرئيل . نعم ، قد ورد أنه ( صلى الله عليه وآله ) قال في حجة الوداع : ألا إن الروح الأمين نفث في روعي : إنه لا تموت نفس حتى تستكمل رزقها ، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب [1] . ولعل المقصود هنا بالنفث الإلهام كما في بعض كتب اللغة ، نفث في روعي كذا : أي ألهمته [2] . ولكن من الواضح أن ما عبر عنه في حجة الوداع بأنه القي في روعه أو ألهمه ليس قرآنا ، وعليه فلا مانع من أن يكون القرآن يلقى إليه بلفظه ومعناه ، وغيره لا يعتبر فيه ذلك . خلاصة وخاتمة : فقد ظهر من كل ما تقدم أن الألفاظ القرآنية وترتيبها كان من الله عز وجل ، لا من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ولا من جبرئيل ، وهذا مما دلت عليه الآيات الكثيرة والروايات المعتبرة ، وأنه ليس في خطب الرسول ما يشبه أسلوبه أسلوب القرآن ، وأن قوله تعالى : " نزل به الروح الأمين * على قلبك " لا يدل على إلهام المعاني دون الألفاظ . والحمد لله أولا وآخرا ، وصلاته وسلامه على نبيه وآله .
[1] وسائل الشيعة : ج 12 ص 27 ب 12 من أبواب مقدمات التجارة . [2] أقرب الموارد : مادة " نفث " .
نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 91