نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 90
النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، يشير إلى ذلك أيضا قوله تعالى : * ( إنه لقرآن كريم * في كتاب مكنون ) * [1] ولا يطلق على المعاني المجردة أنها كتاب . 4 - ما سنشير إليه من أن ترتيب الآيات لم يوكل إلى النبي ، وإنما كان بتوقيف من جبرئيل له ( صلى الله عليه وآله ) عليها ، فكان يعلمه عند نزول كل آية أين يجب أن توضع ، عقيب آية كذا في سورة كذا ، فإذا كان الله لا يرضى بترتيب أحد غيره فكيف يرضى أن يجعل ذلك الغير ألفاظ كتابه ؟ ! بماذا استدل للقول الآخر ؟ وبعد كل ما قدمناه يتضح القول الحق في المقام ، وأنه من الأمور الواضحة الجلية . والذي دعاني إلى هذا البحث - بالإضافة إلى أن البعض [2] ينقل القول المخالف الذي يفيد أن الألفاظ من النبي أو من جبرئيل ، وهو قول في غاية الندرة ، ولم يعتن به أحد - هو أن بعض الأساتذة المعروفين قد ذكر هذا الخلاف في درسه ، واختار هذا القول النادر ، وحاول أن يستدل عليه بما رآه مقنعا في نظره . وخلاصة دليله ودليل غيره ممن شذ وذهب إلى هذا القول هو قوله تعالى : * ( قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين ) * [3] ، وقوله تعالى * ( وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين ) * [4] . زعم المستدل أن نزول القرآن على قلب النبي ( صلى الله عليه وآله ) معناه الإلقاء في القلب ، وما يورد على القلب ويلقى فيه وينزل عليه لابد وأن يكون معنى من المعاني ، فتكون النتيجة أن الذي انزل على قلب النبي هو معاني القرآن دون ألفاظه ، ولكن :
[1] الواقعة : 77 و 78 . [2] راجع الإتقان : ج 1 ص 45 ، ومناهل العرفان : ج 1 ص 42 ، وتاريخ القرآن ( فارسي ) للدكتور أحمد راميار : ص 43 ، ومباحث في علوم القرآن لمناع القطان : ص 35 . [3] البقرة : 97 . [4] الشعراء : 192 - 194 .
نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 90