نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 79
الميزان : ليس استثناء لإخراج بعض أفراد النسيان من عموم النفي ، إذ لا معنى لاختصاص هذا الوصف - أعني نسيان أشياء وحفظ أشياء - بالنبي ( صلى الله عليه وآله ) بلحن الامتنان عليه به ، مع كونه مشتركا بينه وبين غيره ، إذ أن كل إنسان يحفظ شيئا وينسى أشياء ، بل هو استثناء مفيد لبقاء القدرة الإلهية على إطلاقها ، بمعنى أن له عز وجل أن يشاء إنساءك متى شاء ، وإن كان لا يشاء ذلك فهو نظير قوله تعالى : * ( وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ما دامت السماوات والأرض إلا ما شاء ربك عطاء غير مجذوذ ) * [1] . وقوله تعالى : * ( ولئن شئنا لنذهبن بالذي أوحينا إليك ثم لا تجد لك به علينا وكيلا ) * [2] . إلى غير ذلك من الآيات التي يمكن الاستدلال بها للمقام ، ونحسب أن فيما ذكرناه كفاية . إمكان الإسهاء من الله : هذا ، وبعد أن عرفنا ما يقوله القرآن - وقوله الفصل وحكمه العدل - في هذه القضية وفي كل قضية فإن من الطبيعي أن نجد الإمامية متفقين تقريبا في هذه المسألة ، حيث إن المعروف بينهم هو عصمة الأنبياء عن النسيان والخطأ ، إلا ما نسب إلى الصدوق وشيخه ابن الوليد من تجويزهما الإسهاء من الله ، لا السهو الذي يكون من الشيطان ، ولعلهم - أي الأصحاب - قد استندوا في قولهم بعصمة الأنبياء عن الذنب والنسيان والخطأ . . . الخ إلى حكم العقل القاضي بوجوب عصمتهم عن كل رذيلة ونقيصة . قال المحقق الطوسي في تجريد الاعتقاد : ويجب في النبي العصمة ، ليحصل الوثوق ، فيحصل الغرض - إلى أن قال : - وكمال العقل ، والذكاء ، والفطنة ، وقوة الرأي ، وعدم السهو . . . الخ .