نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 77
إنزال القرآن قبل أن يأتيك وحيه ، فإن الله تعالى إنما ينزل القرآن على وفق المصلحة واقتضاء الوجه . هذا ، والظاهر بعد التدبر في الآية أنه يحتمل في قوله تعالى : " من قبل أن يقضى إليك وحيه " وجهان : الأول : أن يكون نهيا للنبي ( صلى الله عليه وآله ) عن التعجيل في قراءة القرآن قبل أن يوحى إليه ، فكأنه ( صلى الله عليه وآله ) كان مطلعا على القرآن قبل أن يوحى إليه ثانيا ، ولكنه قد منع عن الإظهار في هذه الآية . ويؤيد هذا الوجه الرواية الدالة على أن القرآن قد نزل على النبي ( صلى الله عليه وآله ) دفعة قبل أن ينزل عليه نجوما . لكن هذا الوجه لا يتلاءم ولا ينسجم مع التعبير بكلمة " يقضى " أي يوصل الواردة في الآية ، لأنه في معنى قبل أن يتم لا قبل أن يأتي ، كما هو مقتضى الوجه . الثاني : أن يكون نهيا للنبي ( صلى الله عليه وآله ) عن القراءة قبل كمال الوحي وتمامه ، ويكون وزان هذه الآية وزان قوله تعالى : " لا تحرك به لسانك لتعجل به " . ويشهد لهذا الوجه أنه ( صلى الله عليه وآله ) لم يكن يعلم الكتاب ، كما قال عز وجل : * ( ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ) * [1] وإن كان يحتمل أن تكون هذه الآية لبيان حال النبي ( صلى الله عليه وآله ) قبل نزول الوحي عليه دفعة ونجوما . ويشهد لهذا الوجه أيضا التعبير في الآية بكلمة " يقضى " الدالة على أنه ( صلى الله عليه وآله ) كان يعجل بالقرآن قبل انقضائه أي قبل تمام الوحي . أقرب الوجوه : وهذا الوجه في الآية هو الأقرب للاعتبار بالنظر إلى سياق الآية ، واعتضاد هذا السياق بالآية الأخرى المشار إليها آنفا ، أعني قوله تعالى : " لا تحرك به لسانك . . . الخ " .