نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 69
توجيه المجلسي لكلام الصدوق
تعدد نزول القرآن
توجيه المجلسي لكلام الصدوق : وقال العلامة المجلسي معلقا على كلام الصدوق هذا : إن الظاهر أن الصدوق ( رحمه الله ) أراد بذلك الجمع بين الآيات والروايات ، ودفع ما يتوهم من التنافي بينها ، لأنه دلت الآيات على نزول القرآن في ليلة القدر ، والظاهر نزول جميعه فيها ، ودلت الآثار والأخبار على نزول القرآن في عشرين أو ثلاث وعشرين سنة ، وورد في بعض الروايات أن القرآن نزل في أول ليلة من شهر رمضان ، ودل بعضها على أن ابتداء نزوله في المبعث ، فجمع بينهما بأن في ليلة القدر نزل القرآن جملة من اللوح إلى السماء الرابعة ، لينزل من السماء الرابعة إلى الأرض بالتدريج ، ونزل في أول ليلة من شهر رمضان جملة القرآن على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ليعلم هو ، لا ليتلوه على الناس ، ثم ابتداء نزوله آية آية وسورة سورة في المبعث أو غيره ، ليتلوه على الناس ، وهذا الجمع مؤيد بالأخبار [1] . تعدد نزول القرآن : نعم ، لقد وردت - كما قال في البحار - روايات كثيرة من طرق العامة والخاصة تدل على تعدد نزول القرآن ، وأنه نزل إلى البيت المعمور أولا ، ثم انزل من البيت المعمور تدريجا في خلال عشرين أو نيف وعشرين سنة ، وسيأتي بعضها إن شاء الله تعالى . ولكنها - مع كثرتها واختلاف ألفاظها ودلالاتها - لا تدل على أن القرآن قد نزل جملة واحدة أولا على النبي ثم انزل عليه نجوما إلا رواية واحدة ضعيفة السند منقولة عن المفضل بن عمر ، وستأتي قريبا إن شاء الله تعالى . ومن تلك الروايات الكثيرة المشار إليها ما رواه الكليني ( رحمه الله ) عن علي بن إبراهيم عن أبيه ومحمد بن القاسم عن محمد بن سليمان عن داود عن حفص