نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 67
ولا تسأل إنزال القرآن قبل أن يأتيك وحيه ، لأنه تعالى إنما ينزله حسب المصلحة ووقت الحاجة [1] . أما الزمخشري فقد أورد احتمالا آخر في معنى الآية [2] ، وجعله في مجمع البيان أول الوجوه في تفسير الآية ، ونسبه إلى ابن عباس ، وهو : أن المعنى لا تعجل بتلاوته قبل أن يفرغ جبرئيل من إبلاغه ، ولا تقرأ معه مخافة النسيان كقوله تعالى : * ( ولا تحرك به لسانك لتعجل به ) * [3] و * ( سنقرئك فلا تنسى ) * [4] . وروى السيوطي عن ابن أبي حاتم عن السدي قال : كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) إذا نزل عليه جبرئيل بالقرآن أتعب نفسه في حفظه حتى يشق على نفسه ، فيخاف أن يصعد جبرئيل ولم يحفظه ، فأنزل الله " ولا تعجل بالقرآن . . . " الآية [5] . وهذا المعنى والذي قبله محتمل في معنى الآية جدا ، فقول المستدل آنفا - بأن الرسول لو لم يعرف القرآن لا تكون للعجلة معنى - لعله سهو من قلمه الشريف ، فإن النبي لو فرض أنه غير عارف بالقرآن لصح أن يقال : لا تعجل بإنزال القرآن ولا تستبطئه ، بل تصبر حتى ينزله الله تعالى في الوقت المناسب . وكذا يصح أن يقال : لا تبادر إلى قراءة القرآن عند تلقيه من جبرئيل واسكت ، حتى إذا فرغ منه فاقرأه . قال في مجمع البيان : قيل فكان النبي ( صلى الله عليه وآله ) من بعد هذا إذا نزل جبرئيل أطرق ، فإذا ذهب قرأ [6] . ويشير إلى هذا المعنى قوله تعالى في آية أخرى : * ( لا تحرك به لسانك لتعجل به ) * [7] فهذه الآية تفسر المراد من النهي عن العجلة بالقرآن ، ويشهد لذلك قوله سبحانه في الآية التي بعدها * ( إن علينا جمعه وقرآنه ) * يعني يا أيها النبي ، لا تعجل
[1] تفسير مجمع البيان : ج 1 ص 115 . [2] الكشاف : في تفسير الآية المذكورة . [3] القيامة : 16 . [4] الأعلى : 6 . [5] أسباب النزول للسيوطي : الآية 114 من سورة طه . [6] تفسير مجمع البيان : في تفسير آية 18 من سورة القيامة . [7] القيامة : 16 .
نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 67