نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 66
بماذا استدل القائل بالعلم قبل الوحي ؟
وجهان آخران في معنى الآية
فالبحث إذا ليس بحثا عقليا ، وإنما هو بحث حديثي لابد فيه من الاستناد إلى دلالات الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة . بماذا استدل القائل بالعلم قبل الوحي ؟ نستطيع أن نبادر إلى القول بأن من الآيات التي استدل بها على علم النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالقرآن قبل نزوله إليه تدريجا : 1 - قوله تعالى : * ( ولا تعجل بالقرآن من قبل أن يقضى إليك وحيه وقل رب زدني علما ) * [1] . قال بعض أعاظم المعاصرين : السياق يشهد بأن في الكلام تعرضا لتلقي النبي ( صلى الله عليه وآله ) وحي القرآن ، فضمير " وحيه " للقرآن . وقوله " ولا تعجل بالقرآن " نهي عن العجل بقراءته . ومعنى قوله : " من قبل أن يقضى إليك وحيه " من قبل أن يتم وحيه من ملك الوحي - إلى أن قال : - ويؤول المعنى إلى أنك تعجل بقراءته ما لم ينزل بعد لأن عندك علما به في الجملة ، لكن لا تكتف به ، واطلب من الله علما جديدا - إلى أن قال : - فلولا علم ما منه بالقرآن قبل ذلك لم يكن لعجله بقراءة ما لم ينزل منه بعد معنى [2] . وجهان آخران في معنى الآية : هذا ، ولكن ثمة احتمال آخر وقريب في معنى الآية ، وهو أن يكون معنى قوله " ولا تعجل به " أي لا تستبطئ بالقرآن ولا تعجل في نزوله ، وعليك أن تصبر حتى يصل إليك وحيه . يقال : عجل به أو الأمر : أي استبطأه ، كما في كتب اللغة [3] . وأما صاحب مجمع البيان فقد جعل هذا المعنى ثالث الوجوه ، فقال : إن معناه
[1] طه : 114 . [2] تفسير الميزان : ج 14 ص 214 و 215 . [3] راجع أقرب الموارد مثلا .
نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 66