نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 35
من الألفاظ المختلفة في كلمة واحدة ومعنى واحد . . . وهذا القول منسوب لجمهور أهل الفقه والحديث ، منهم سفيان ، وابن وهب ، وابن جرير الطبري ، والطحاوي [1] . ولكن ثمة فرق بين تفسير هؤلاء وتفسير الأئمة ( عليهم السلام ) ، فإن الأئمة قالوا بأن المراد هو سبعة أوجه من المعاني ، وهؤلاء قالوا بسبعة أوجه للألفاظ المختلفة ، وإن اتفقوا على تفسير الحرف بالوجه . ويؤيد هذا الذي ذهبنا إليه تبعا لأئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) في تفسير الأحرف السبعة ما رواه ابن جرير الطبري في مقدمة تفسيره عن أنس بن عياض عن أبي حازم عن أبي سلمة قال : لا أعلمه إلا عن أبي هريرة ، فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : " انزل القرآن على سبعة أحرف " فالمراء فيه كفر - ثلاث مرات - فما عرفتم منه فاعملوا به ، وما جهلتم منه فردوه إلى عالمه . حيث إن المستفاد من هذا الحديث هو أن السبعة أحرف هي في المعاني لا في الألفاظ . فتلخص : أن القرآن انزل على سبعة وجوه من المعاني والتأويلات ، لكن لا تبلغ العقول إلا الأقل منها ، ولابد من الرجوع إلى الراسخين في العلم في الأكثر . والظاهر أنه مأخوذ من الحرف وهو الطرف والجانب ، وكأن للألفاظ القرآنية جوانب وأطرافا ، أي معاني كلها محتملة احتمالا قريبا ، وهذا النحو من الاستعمال شائع في اللغة الفارسية ، فيقولون : إن كلامه " دو پهلو است " أي أنه ذو معنيين محتملين احتمالا قريبا ، يساوي أحدهما الآخر في الظهور . حكمة نزول القرآن على سبعة أحرف بالمعنى الذي قلناه : وأما وجه الحكمة في نزول القرآن كذلك فلعله هو الذي أشار إليه محمد عبده عند حديثه عن الحكمة في وجود المتشابه في القرآن حيث قال : إن وجود