نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 32
فنسخوها في المصاحف - إلى أن قال : - ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة ، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا ، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق [1] . قال العسقلاني في شرح هذا الحديث : وفي رواية عمارة بن خزية : أن حذيفة قدم من غزوة فلم يدخل بيته حتى أتى عثمان ، فقال : يا أمير المؤمنين أدرك الناس ، قال : وما ذاك ؟ قال : غزوت فرج أرمينية فإذا أهل الشام يقرأون بقراءة أبي ابن كعب فيأتون بما لم يسمع أهل العراق ، وإذا أهل العراق يقرأون بقراءة عبد الله ابن مسعود فيأتون بما لم يسمع أهل الشام ، فيكفر بعضهم بعضا [2] . فيستفاد من هذا الحديث أن عثمان قد جمع المسلمين على قراءة واحدة ، فقضى على الألفاظ المترادفة التي استحدثها ابن مسعود ومن قال بمقالته ، ولم يبق منها شئ . ولعمري أن هذه النظرية - نظرية القراءة بالمعنى كما قيل - كانت أخطر نظرية في الحياة الإسلامية ، لأنها أسلمت النص القرآني إلى هوى كل شخص يثبته على ما يهواه [3] . وواضح أن تخيير الشخص أن يأتي من تلقاء نفسه بمرادفات لكلمات القرآن أو بما لا يخالفه يستلزم وقوع الريب في القرآن العزيز . وقد قال الله تعالى * ( قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن اتبع إلا ما يوحى إلي ) * [4] . فعبد الله بن مسعود وأبي بن كعب ونظراؤهما قد أخطأهم التوفيق في تفسير حديث " نزول القرآن على سبعة أحرف " ثم تجويزهم للمسلم تبديل كلمات الله بما يراد منها ، أو بما لا يخالفها . فلابد من القول بأن معنى حديث " نزول القرآن على سبعة أحرف " ليس هو ما فهموه وذهبوا إليه ، فما هو ذلك المعنى يا ترى ؟
[1] صحيح البخاري : ج 6 ص 226 . [2] فتح الباري : ج 9 ص 14 و 15 . [3] مباحث في علوم القرآن لصبحي الصالح : ص 107 . [4] يونس : 15 .
نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 32