نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 194
لكننا مسحورون أو ممنوعون عن ذلك ، لا أن يقولوا : إنه سحر ، أو أساطير الأولين ، حيث إن معنى هذا هو أنهم قبلوا أنهم لا يقدرون على الإتيان بمثله ، لأنه أساطير الأولين أو سحر . 3 - قوله تعالى * ( فإن لم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما انزل بعلم الله ) * [1] . فهذه الآية تدل على أنه إذا كان الكلام القرآني خارجا عن قدرتهم فيكون إذا منزلا من قبل الله القادر ، لا أنهم إذا منعوا عن الإتيان بمثله كشف ذلك المنع عن كونه من الله تعالى ، ككشف العصا عن كون موسى ( عليه السلام ) نبيا . فتلخص : أن ظواهر الآيات تؤيد قول من يقول : إن إعجاز القرآن ليس من جهة الصرفة والمنع . وثمة وجوه أخرى ذكروها لإبطال القول بالصرفة ، لم نذكرها اكتفاء بما ذكرناه من دلالة الآيات القرآنية نفسها على خلافها ، فمن أراد الاطلاع على سائر الردود فليراجع مظان وجودها . هذا كله بالإضافة إلى ضعف نفس ما استدلوا به على القول بالصرفة فإنهم قد استدلوا بوجهين : الأول أن فصحاء العرب كانوا يعرفون المفردات القرآنية ، وكانوا أيضا قادرين على صياغة بعض الجمل التركيبية القرآنية ، مثل : الحمد لله رب العالمين ، وهذا معناه أنهم يقدرون على الإتيان بمثل السورة أيضا . وأجيب عنه بأن حكم الجملة والسورة قد يخالف حكم الأجزاء . الثاني : أن الصحابة كانوا عند جمع القرآن يتوقفون في إثبات بعض السور والآيات إلى أن يشهد الثقات على أنها من القرآن ، وقد بقي ابن مسعود مترددا في الفاتحة والمعوذتين . وأجيب عنه بما تقدم منا من أن الجمع للقرآن إنما كان في زمان النبي ( صلى الله عليه وآله ) [2] مضافا إلى أن الإعجاز ليس مما يظهر لكل أحد .
[1] هود : 14 . [2] راجع بحث " من جمع القرآن ؟ " في هذا الكتاب .
نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 194