نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 192
كلمة " الله " ، وحذف أيضا من الحمد " الرحيم " والآيتين الأخيرتين ، وتخيل أنه قد أتى بالأخصر ، مع أن الحذف المفوت لبعض المعاني ليس تلخيصا ، بل تفويت [1] . وجه إعجاز القرآن : وبعد أن كان كل مسلم يجزم بإعجاز القرآن فإن معرفة وجه إعجازه تكون هي أمنيته الفضلى ، وقد اختلف في وجه إعجازه ، وأنه هل هو فصاحة القرآن وبلاغته ؟ أو هو حسن أسلوبه ؟ أو هما مع غيرهما مما تضمنه القرآن من الأحكام والأخلاق والسياسات والإخبارات الغيبية ، وتحققها على وفق ما أخبر به ، إلى غير ذلك مما ذكره المحققون من وجوه الإعجاز فيه ؟ أو من جهة صرف الله الناس ومنعه إياهم عن الإتيان بمثل القرآن مع قدرتهم عليه ، بحيث يكون الإعجاز في منعهم لا في نفس السور والآيات القرآنية كما ادعى البعض ؟ ولقد أجاد بعض الأساتذة هنا حيث قال : تكلم العلماء كثيرا عن إعجاز القرآن وأطالوا الكلام ، وربما خيل إلى واحد منهم أنه قد أدرك ما أراد ، ولكن هيهات ، أنى يكون له ذلك ، والمفروض أن القرآن إن أعجز العقول والقرائح فبالأولى أن يعجز الألسن - إلى أن قال : - أجل ، إن العالم يفهم المعنى الذي يتبادر إلى ذهنه من لفظ القرآن وظاهره ، ويستحيل عليه أن يحيط علما بجميع معانيه وأسراره . وعلى هذا ، فإذا تحدث العالم عن أسرار القرآن فإنما يتحدث عن إعجاز ما فهمه هو من لفظ القرآن وظاهره ، لا عن إعجاز القرآن كما هو في واقعه [2] . ومن المحققين من اكتفى بنقل وجوه الإعجاز من دون أن يختار أحدها ، فقال : إعجاز القرآن قيل : لفصاحته ، وقيل : لأسلوبه وفصاحته ، وقيل : للصرفة ، والكل محتمل [3] .
[1] تفسير البيان : ص 70 . [2] فلسفة التوحيد والولاية للعلامة الشيخ محمد جواد مغنية : ص 113 . [3] راجع تجريد الاعتقاد للشيخ نصير الدين الطوسي ( رحمه الله ) .
نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 192