نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 191
السماوة ، وقيل : إنه تلا على أهل البوادي كلاما زعم أنه قرآن انزل عليه . وعن علي بن حامد أنه قال : نسخت واحدة منها ( أي من تلك السور ) وبقي في حفظي قوله : والنجم السيار ، والفلك الدوار ، والليل والنهار ، إن الكافر لفي أخطار ، امض على سنتك ، واقف أثر من قبلك من المرسلين ، فإن الله قامع بك زيغ من ألحد في دينه ، وضل عن سبيله [1] . ولقد ادعى أمرا عظيما حين قال : إن الله قامع بك . . . الخ من دون استثناء منهم ، وذلك ما لم يحصل لمحمد ( صلى الله عليه وآله ) ، وقد قال الله تعالى * ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) * [2] . هذا ، بالإضافة إلى أن الفلك ليس دوارا ، بل هو مدار فضائي تدور فيه النجوم . وعن ابن خالويه النحوي أنه قال يوما في مجلس سيف الدولة : لولا أن الآخر جاهل لما رضي أن يدعى بالمتنبي ، لأن متنبي معناه كاذب ، ومن رضي أنه يدعى بالكذب فهو جاهل [3] . كان هذا هو بعض معارضات القدماء للقرآن ، وأما من المتأخرين فقد نقل عن : 3 - أحد المسيحيين - وهو مؤلف رسالة " حسن الإيجاز " حيث ذكر أنه عارض سورة الحمد بقوله : الحمد للرحمن ، رب الأكوان ، الملك الديان ، لك العبادة ، وبك المستعان ، إهدنا صراط الإيمان . وتخيل أن هذه العبارة وافية بجميع ما تضمنته سورة الحمد ، مع أخصريتها . ولقد وقع هذا المتوهم بما وقع فيه مسيلمة من تقليد أسلوب القرآن الكريم ، وتبديل لفظ بلفظ آخر ، وقد سبق أن هذا ليس من المعارضة في شئ . وأورد عليه بعض المحققين بأمور ، منها : أنه بدل قوله تعالى " الحمد لله " بقوله " الحمد للرحمن " ، وغفل أن ما يقتضيه الحمد هو المعنى الجامع لجميع صفات الكمال ، المفهوم من كلمة " الله " . وأما كلمة الرحمن فلا تناسب الحمد كما تناسبه